أسباب الحقد و الحسد

أسباب-حقد-حسد
أعتقد أن أسباب مشاعر الحقد و الحسد .. تتعلق بنظرة الحاقد إلى الاّخرين على إنهم منافسون له .. و إنه منفصل عنهم .. و شعور الإنفصال هذا .. يجعله طوال الوقت يشعر بالدونية و الظلم .. و إنه لا شىء .. فيكره نفسه .. و من حوله و يحاول أن يرفع شأنه و قيمته (مقارنة بالاّخرين) .. ربما ينجح و ربما يفشل .. و لكنه حتماً سيؤذى نفسه .. لأن مشاعر الحقد تجلب المرض .. و تأكل الجسد من الداخل .. .

فهو لا ينظر للاّخرين على إنهم إخوة له فى البشرية .. خلقوا مثله لنفس المهمة .. تعمير الارض .. لا يدرك أن كلنا مشتركين لتحقيق هدف واحد .. مع فرق الادوار .. . 

فمثلاً: النبات .. الشمس و الرياح و التربة و الماء و الانسان و الحشرات و ربما الحيوان كذلك .. كلنا مشتركون فى العمل .. لنحقق الهدف ..و عندما يُثمر النبات ..  نأكل الثمار .. نحن و جميع الكائنات .. . فكلنا كالأعضاء فى الجسد الواحد .. و النفع يعم علينا جميعاً .. و العكس صحيح .. فالحاقد عقبة فى طريق التقدم و النجاح.

هل فهمت ما أعنيه ؟ فكلاً منا يعمل بما يعرفه .. لتحقيق الهدف .. و النفع يعود إلينا جميعاً .. فأنت لك دور مهم .. و كذلك الحشرات و الحيوانات .. حتى الكائنات الدقيقة فى التربة .. كلنا يعمل بإتقان لتحقيق الهدف

نفترض أن الشمس شعرت بالانفصال عنا .. و قررت ألا تقوم بمهمتها ! .. فما الحل ؟ كيف ستنبت الشجرة و تطرح الثمار؟ و ماذا نأكل إذاً؟  بالطبع سنتحمل كلنا المعاناة الناتجة عن إنفصال الشمس! .. بما فينا الشمس .. لإنها ستشعر بالوحدة و التأنيب .. لاننا نحتاج لها .. و هى تخلت عنا! .. و لن تتمكن من الانفصال فعلياً عنا .. هو فقط شعور بذلك .. و هذا الشعور عكس الطبيعى و المألوف.

لقد خلق الإنسان مُحب .. و مشاعر الحقد دَخيلة على الإنسان .. مثلها مثل السمكة التى تحاول الإنفصال عن الماء .. و العيش وحيدة .. ستمرض من كثرة التفكير و الشعور بالإنفصال .. و عند إنفصالها الفعلى .. ستموت .. و تكتشف إنها خسرت كل شىء!