لماذا يضيع الحب؟

ضياع-الحب من وجهة نظرى ان اكثر ما يفقد الحب ،و يتسبب فى ضياعه بين أى اثنين ــ و ربما الاصدقاء كذلك ــ بمعنى اصح أى علاقة ود و حب بين أى اثنين ليست بالضروره ان يكون بين المرتبطين عاطفياً أو الازواج .

هو شعور الطرفين أو احدهما بالعطاء ،و بذل قصار جهده ،لاسعاد الاخر، مع الشعور بعدم التقدير، لما يفعله من اجل الطرف الاخر. فعندما يشعر احدهم بأنه يضحى بالكثير و الكثير من اجل استمرار هذه العلاقة ، و يطغى على راحته و نفسه من اجل الطرف الاخر ، و ان لولا تضحيته لأنتهت هذه العلاقة منذ زمن، يشعر ان الطرف الاخر مصاب بالكبر ،و الأنانية، و عدم التقدير ،و يفتقد لحسن الاهتمام و الذوق.

و مع مرور الوقت يزداد الشعور بكثرة العطاء لمن لا يستحق، و بعدم التقدير لما يفعله من اجل الطرف الاخر ،و يزداد الشعور بالتضحية من اجل اسعاده ، و شعوره بالطغيان على نفسه من اجل الطرف الاخر ، و من المفترض انه يحظى بالتقدير و الاهتمام لما يفعله من اجله ، فهو ينتظر ذلك ، و لكن دون جدوى.


و يشعر ان الطرف الاخر لا  يقدرعطاءه ، و مجهوده الجبار، من اجل ابقاء هذه العلاقة و استمرارها ، ليس فقط هذا ، بل و يشعر انه يتغاضى عن اخطاء الطرف الاخر التى لا تنتهى ، و انه لا يخبره بذلك ، حتى يراعى مشاعره و يتجنب تجريحه.

و يزداد هذا الشعور و يتعدى عدة مراحل ، حتى يصل لمرحله متطوره ،فهو الان يرى نفسه المضحى المعطاء ، و المتغاضى عن الاخطاء ، و المراعى للشعور ،و لولا تضحيته لانتهى كل شىء منذ زمن.  فهو متحمل اعباء كل شىء ،و لا يتحدث بهذا الشأن ابدا، و يكتم ذلك فى قلبه ، حتى لا يتسبب فى ايزاء مشاعر الطرف الاخر .


و فجأه يقول فى نفسه " لقد طفح الكيل "، و يتخذ قرار نهائى ، ان يخبر الطرف الاخر بكل شىء يشعر به ، و عند اخباره بذلك يتضح ان الطرف الاخر يشعر بنفس الاحاسيس ، فهو المضحى و المتغاطى عن الاخطاء. كل هذا فى سبيل استمرار العلاقة و ان بدونه لكانت منتهية و هو العاقل المتزن و رأيه هو الصواب دائماً ،و لكنه يقدم التنازلات من اجل ابقاء الحب.


و حينها يحدث الصراع ، فكلا من الطرفين يرى نفسه المضحى الذى فعل كل شىء من أجل الاخر ، و أعطى كثيرا، لدرجة انه أصبح لا يملك شيئاً ليعطيه ، و كل هذا دون مقابل أو تقدير، و ان من الطبيعى صناعة تمثال له ،ووضعه فى وسط المدينه ، فهو يرى انه يستحق ذلك و جدير به!

فيكتشف كلاً من الطرفين ان الاخر لا يقدر ما يفعله من اجله ، و ان عنده الاستعداد للموت من اجله ،و لكنه بالطبع لن يقدر هذا،فهو شخص أنانى لا يسمع الا نفسه ، و لا يرى سواها.

و يصر كلاً من الطرفين على عدم استمراره فى هذه العلاقة ، الا اذا تقدم الطرف الاخر بالاعتذار، و التعهد على عدم تكرار اخطاؤه ،التى لا تنتهى ،احياناً يقوم احدهم بتقديم الاعتذار كنوع من التنازل.
 جيد ربما يساهم هذا التصرف فى حل المشكلة ، و لكن مهلا فهذا يعتبر بمثابة مسكن فقط ، لانك بالطبع ستشعر انك المضحى فى سبيل الحب ، و هذا الشعور سيؤدى إلى الاستياء و الغضب و ستظهر هذه المشكلات مره أخرى قريباً.

رجاء تفهم الاخر بكل حب ربما طريقة عطاءه مختلفه عنك ، و طريقة تقديره مختلفه ايضاً ، لا تنتظر مقابل منه ، فقط احسن ظنك به ، فلا يعقل ان تكون الملاك المطلق ، و الطرف الاخر الشيطان المطلق الذى لا يقدر شىء فى الوجود الا نفسه ، لا تسقط مسؤليتك على الطرف الاخر وحده.

اعلم انكما شريكين فى الحياة، و فى المشكلات كذلك ، تفكر بهدوء فالكمال لله وحده ،انت كذلك تفعل احياناً ما لا يرغب به الطرف الاخر، فأعلم ان كلاً منكم يتنازل عن شىء ما حتى يستمر الحب أو الصداقة و ربما أنت تخطأ فهمه و هو كذلك يخطأ فهمك لتكون النتيجة سوء تفاهم يتسبب فى ضياع الحب.

عليك ان تتنازل  احياناً عن كبريائك ،و ان تقدر اولاً ما يفعله الاخر من اجلك ،بالطبع هو سوف يتبادل معك نفس التقدير و الشكر على ما تفعله.

 ابدأ انت اولاً ،لا تنتظر الاخر ان يبدأ ، حاول ان تركز على كل ما هو جميل فى الطرف الاخر، كما تركز على كل ما هو جميل فى نفسك ، تنازل قليلاً و الطرف الاخر كذلك ، حتى تلتقيان فى الوسط ، تقبله كما هو لا تحاول تغييره ، اقترب منه و تفهمه ،ربما المشكلة فى اختلاف الطباع.

لا تجعل هذا الشعور يتمكن منكما ، فهو قادر على الاطاحة بكل المشاعر الجميلة ليحل محلها مشاعر الغضب، الناتج بالشعور بعدم التقدير و الاهتمام ، عليكما أن تثقا انكما أقوى من أى مشاعر سلبية، و اخيراً لا تلعب دور الضحية المعصومة من الخطأ ،فأنت اكبر من ذلك.