فقدان الشعور بالتقدير الذاتى لدى المرأه و علاقته بالمرض.

تنبيه: غالب الناس لن تقرأ الموضوع حتى النهاية .. و البعض الأخر سيقرأ و لا يطبق .. و القليل جداً سيقرأ و يطبق .. أتمنى أن تعى هذه النقطة و تعرف مكانك الصحيح بين الثلاثة أنواع .. و تحلل الأسباب .. خذ الأمر بجدية ;)
***** 
بداية ما هو التقدير الذاتى؟

هو شعورك الجيد عن نفسك .. دعمها بالمشاعر الإيجابية .. كالتقبل .. الثقة .. الإحترام ..  و الإستحقاق ... إلخ.


و بالتالى الشعور بفقدان التقدير الذاتى.. يؤدى إلى إنهيار الذات .. و بداية المعاناة النفسية التى ربما يمتد لأمراض عضوية .. و حساسية شديدة فى التعامل مع البيئة المحيطة.

و بما أنه يبدأ من النشأة و سن الطفولة(أعتقد أنه يتحدد فى مرحلة الطفولة .. مدى تصوره لذاته .. و مراحل ما بعد الطفولة تكون فى الغالب تأكيداً لهذه المعتقدات) .. فتعامل الأباء و الأمهات و البيئة المحيطة بأكملها .. تنشىء لدى الطفل قناعات راسخة .. تؤثر على شعوره تجاه نفسه .. بالسلب أو الإيجاب.


فإذا أخطأ أحدهم فى الطفل .. يعتقد الطفل أنه لا يستحق سوى هذه المعاملة .. لانه شخص متدنى .. و للأسف يبدأ الشعور بالنقص و عدم الاستحقاق  و الشعور بالظلم الذى يولد رغبة فى الإنتقام .. إلى أن يصل إلى فقدان التقدير الذاتى بشكل مخيف .. و إنهيار الثقة فى النفس .. ليرى نفسه أقل من أقل إنسان .. و يتبنى فكر المقارنة و الشعور بالإنفصال..  و ذلك ما إلا برمجة سلبية(هى أن تتخذ موقف أو قناعة عن شىء ما دون تجربة .. مثال: أن تكره السمك و لا تطيق طعمه .. دون أن تتذوقه!) من المجتمع!
(يمكنك مراجعة مواضيع سابقة تشرح الفكرة 1، 2 ، 3

موضوعنا الأن يدور حول هذه الأفكار .. و لكننا نسلط الضوء على ما يخص المرأه فقط .. من أسباب فقدان التقدير الذاتى لديها و مدى تأثير هذه الأسباب .. و علاقة ذلك بالمرض .. مع اقتراح الحلول المناسبة .

ملحوظة: أغلب الأسباب و النتائج هى افتراضات ارجحها .. ليس بالضرورة أن تتواجد فى آن واحد .. و شخص واحد .. و ليس مؤكداً أن تكون هذه الافتراضات دائماً صحيحة .. فهناك دائماً إحتمالات . .فلا يوجد حقيقة مطلقة .. و لكنى حالياً و بشكل كبير .. مؤمنة أن السطور القادمة جزء كبير من الحقيقة.


أسباب الشعور بالتدنى و فقدان التقدير الذاتى لدى بعض النساء:


1. نظرة المرأه لنفسها:

اؤكد لكل إنسان يتعرض لأى مشكلة من أى نوع .. إنه المسؤل عنها بشكل كبير إن لم يكن بشكل كامل!
فغالباً ما نكون نحن المشكلة و الحل .. فنظرة المرأه لنفسها تجعلها تجذب مزيداً من هذا الشعور .. و مزيداً من الأشخاص ليعاملوها بنفس الطريقة التى تعامل بها نفسها .. و للأسف حال النساء اليوم .. يشعرن بالألم و  بأنهم ضحية .. فيجذبن مزيداً من الألم .. و مزيداً من الظالمين لتأكد لنفسها انها ضحية!


فالتقدير الذاتى لا يعوضه شىء إذا فُقد  .. لان إحساس الإنسان بنفسه .. ينعكس على رؤية الآخرين له .. فإذا لم يقدر نفسه .. لن يجد من يقدره .. فهو لم يعطى إشارة التقدير بسلوكه تجاه نفسه .. فهل سيعامله الآخرون بشكل أفضل من معاملته لنفسه؟(يمكنك مراجعة مواضيع سابقة تشرح الفكره 4)



2. نظرة الرجل للمرأه

   -       الكمال الخُلقى و الإلزام 


حجاب، عفة، إمرأهأرجح أن الرجل ينظر للمرأه بنظرة  الحب .. ربما الجمال ..حيث يرى فيها الرحمة .. العفه . .. إلخ
يراها بمثالية مبالغ فيها. . فعليها أن تحافظ على المثالية التى يريدها ..و أن  تكون كما يريدها أن تكون .. و كأنها كائن نورانى يتجسد فيه كل ما هو جميل! .. و ليست إنسان محتمل أن يخطىء! .. فرض عليها الكمال و نسى انه لله وحده .. يلومها لأنها بشر .. حر  ..  يغضب .
. و ربما يخطىء!


فإذا خرجت من إطار المثالية و الكمال .. يراها مسخ قبيح لا يُرى من شدة قبحه! .. و ذلك لان المتعارف عليه (من وجهة نظره) انها من الملائكة و لا يمكن أن تكون غير ذلك! .. فمن المفترض أن تكون كذا و كذا و كذا!


ربما يكذب هو و يسرق .. و يغضب الله بشتى الطرق .. و لا يشعر انه خسر أى شىء .. لان إمراته مثالية .. يعوض نقصه بها مثلاً؟

حملها مسؤلية شرفه .. لانه يعتقد انه لا يخسره إلا اذا تعرضت فتاته إلى أى أذى جسدى!
و لو حدث يكون العقاب للفتاة .. لأنها خرجت عن الإطار المتعارف عليه من الكمال الخلقى و السلوكى .. فيتبرأ منها .. و يسرع ليحمل إمرأة اخرى هذه المسؤلية(شرفه) التى لا يطيق هو تحمله! 

حملها مسؤلية كبيرة ليست من شأنها .. فهى انسان .. من حقها أن تخطىء و تتعلم .. فكيف يتهمها بتلويث شرفه و هو ليس من شأنها .. بل مسؤليته هو! .. تخلى عن مسؤليته و أخلاقه و أجهدها بعبء فوق عبئها!


 و المضحك انه لا يتصرف هكذا خشية من الله و أن النساء أمانة .. بل خوفاً من نظرة الناس له .. و خوفاً من نظرته أمام نفسه .. و خوفاً من العادات و التقاليد السخيفة.. لا يفكر بها كإنسان .. فالله يقبل التوبة .. و يسامح المخطىء.. و بعض الرجال حتى لا يتقبلو فكرة التسامح.. أو التحقق من الأمر .. و لكن الغباء فى التعامل يسبق أى تفكير!!!

فالفتاه يجب أن تكون مثال لنظافة اللسان..  و تتفنن فى إسعاد الرجل و ازاحة همومه .. و تحمل غضبه .. و مسامحته ... إلخ!
  عليها أن تكون مثالية فى كل شىء .. و تنفذ الأوامر فى صمت .. الخروح من عدمه..  و العمل أو المكوث فى المنزل.. حتى انه يطلب منها الخضوع و الموافقة على كل ما يقرره .. حتى لو تعلق الأمر بأمور مصيرية كالزواج و التعليم .. و لا يحق لها الإعتراض.. و إلا أصبحت عديمة الأدب!

 البعض من الرجال و النساء (نعم بعض النساء تتعمد إيذاء الآخريات انتقاماً منهن أو من نفسها) إعتاد السباب بصفات النساء السيئات القبيحات .. أو حتى أى شىء يخص المرأه فى تكوينها الجسدى و كأن المرأه عار .. كما انهم  ربما يشبهوا كل قبيح يرونه بالمرأه! 


"البس جيبة" "نلبس طرح زى الولايا" "نلطم زى الولايا" و الكثير من التشبيهات التى تهين المرأه و تضعها فى مقام متدنى .. بالإضافة للشتائم الآخرى التى لا أعرف معنى معظمها و أخجل من ذكرها!

و أدى ذلك إلى شعور المرأة بالتأنيب و ربما العار للخوف من خروجها عن إطار العفة و الكمال الخلقى المطالبة به.. و ليس خوفاً من الله .. أو حفاظاً على نفسها!

كما أن بعض الرجال يعتقد أن المرأه وسادة .. يمكن ضربها بحدة لتخفيف من غضبه .
و البعض الآخر يعامل زوجته على انها جارية أو خادمة و ليست زوجة(مع العلم أن خدمتها لزوجها حباً و كرماً منها و ليس فرضاً .. رجاء البحث فى هذه النقطة .. يمكنك الاطلاع على 5)  و كأنه تزوجها لغرض خدمته و الإهتمام بشؤونه .. خادمة بلا أجر! .. فحولوا تعدد الزوجات لإهانة .. و كأنه يتعمد تهديدها بعدم الأمان. إضافة إلى أن البعض يحمل زوجته مسؤلية إنجاب نوع الجنين.. و بالتأكيد هناك الكثير من الأمثلة التى لا يمكن حصرها، العديد من التصرفات التى يمارسها الزوج تجاه زوجته و فى باطنها رغبة فى تفريغ الكبت و إظهار القوة،تعويض نقص ما بداخله من خلالها!

و تتفنن بعض الامهات فى تعليم أطفالهن هذه العادات السخيفة. أن تكون الفتاة أقل من الفتى  و أن الطاعة العمياء و التأدب و الصوت المنخفض من صفات الفتاة .. فيجعلوها ضحية .. مسكينة .. ضعيفة ..  كتومة لمشاعرها .. ليس من حقها أن تعبر عن نفسها بحرية! 


و يجعلوه طاغى .. مسيطر .. و الإثنان وجهان لعملة واحدة .. و النتيجة حياة من الصراع و المنافسة على السيطرة و إثبات الذات!!


و الجدير بالذكر و السخرية أن بعض الرجال يناقضوا أنفسم .. فبجانب مطالبة المرأه بالكمال الخلقى فهو مؤمن تماماً أن المرأه كائن شرير و لئيم .. "خُلق لإغواء أدم  .. و إختبار إيمانه .. كائن أعوج" يحتاج للإصلاح طوال الوقت! .. كائن لا يؤتمن على تربية الأطفال بمفرده و إلا افسد أخلاقهم ! .. كائن ضعيف يسهل للشيطان أن يدخل للرجل من خلاله .. و كأنها الشيطان نفسه .. شىء عجيب!

لماذا لا يتحمل الرجل شرفه بنفسه؟ هل السرقه أو التخلى عن الأخلاق من الشرف؟

و لماذا يحمله للفتيات فقط؟ و ينسى حظ الذكور منه؟؟ أهذه ثقة!
إذاً فلما ينسب الشر فى الغالب للنساء؟؟؟
لماذا تتحمل النساء هذا العبء؟؟ لماذا تخضع الفتيات لنظرة المجتمع المتخلفة و لا تفعل شىء سوى البكاء و الشكوى؟
لماذا يصرح المجتمع للرجل الكذب و السب و الضياع؟و يهين الفتاة إذا فعلت؟
هل خلق الله الرجل لترويض المرأة و مراقبتها؟هل يجوز أن ينسى نفسه و يتفرغ لمحاسبتها و تقويمها مثلاً؟
هل الحلال و الحرام مقتصر على المرأة فقط؟؟؟؟

            - الكمال الجمالى


جمال، كمال، إمرأه
بعض الرجال ينظروا إلى المرأه و كأنها تمثال .. مصصم بإحترافية .. منحوت بشكل جميل .. مثالى .. و لا يمكن تقبل أى شىء خارج إطار المثالية و الجمال.
فيسمح الرجل لنفسه أن يحدق بالفنانات و الفتيات من حوله .. و يطلب من زوجته أن تكون مثلهن .. فى قوامها .. اتساع عينها .. لونها .. ملامحها .. يطلب منها أن تكون إمرأه آخرى .. و إلا تخلى عنها أو يتزوج بآخرى أو أو ... إلخ.
و كأن المرأه مُنتج ..يجب أن يتطور و يُحدث امكانياته حى لا يطغى مُنتخ أخر أكثر حداثة عليه و يحتل مكانه .. مُنتج يُرضى المُستهلك ليستمر فى استخدامه!!
فتتحول المرأه لحقل تجارب أغلبها فاشلة لإرضاء الرجل .. و بعض الفتيات يتحولن إلى مهوسات بعمليات التجميل .. و أدوات المكياج .. و الصبغات حتى تصل للمقاييس العالمية فى الجمال(لا يوجد مقاييس هى فقط تخاريف) و تُرضى من حولها.. .
و يتفرغن لمقارنة أنفسهن بالآخريات  .. ليشعروا انهن أفضل ..  و تدخل نفسها فى دائرة عدم الرضا  .. و عدم التَقبل .. حتى تصل إلى فقدان التقدير الذاتى.

3. نظرة الدين للمرأه 

الدين كرم المرأه .. و أثبت لها حقوقها .. لم يرتكب أى أخطاء فى حقها .. و لكن نحن من نفسر الدين كما يروق لنا .. خاصة بعض الرجال .. يفسر بعض الآيات و الأحاديث بما يراه مناسب له .. بل و ربما يختلق البعض قصص و روايات و أحاديث مكذوبة و وهمية لإثبات أشياء دخيلة على الدين و لا وجود لها سوى فى عقله المريض!
 و من هذه السخافات (النساء هم وقود جهنم)!!!! .. (ناقصات عقل و دين) ..(حواء أخرجت أدم من الجنة) .. (خُلقت من ضلعه) ..(النساء هم أهل العذاب يوم القيامة) ..(المرأه سبب كوارث البشرية من بداية الخليقة حتى الأن)! و الكثير من الخرافات التى ربما اختلقها البعض بـ نية طيبة حتى تخاف المرأه فـ تبتعد عن المُحرمات .. و ربما اختلقها لسبب حقده و كره للنساء!
فـ لو كانت المرأة لعنة .. إذاً فلما خلقها الله! .. ليدمر بها العالم؟ أهذا منطقى؟  أستغفر الله!!

4. نظرة الإعلام للمرأه

إمرأه، شريرة، قاسية
صور الإعلام المرأه فى الأفلام و المسلسلات و حتى الرسوم المتحركة الخاصة بالأطفال .. بشكل مثير للإشمئزاز!
 فأغلب الأدوار التى تظهر بها المرأه تكون (الزوجة الضحية المبالغ فى خضوعها و مثاليتها(وهم)،  الزوجة الشريرة ، زوجة الأب الشريرة ،حماة زوجة الإبن ،الساحرة الشريرة ،المشعوذة ،الحاقدة، المنتقمة ،الضعيفة ، الأنانية ،الطاغية على أطفالها ،المهووسة بالسيطرة)!

و كأن المرأه لديها خلل ما .. لا يمكن أن تظهر إنسانة سوية عادية! .. لا اعمم و لكن الأغلبية تنتقد المرأه بشكل مخيف .. و كأنها دخيل على العالم و ليست جزء منه و لا يوجد أمثلة آخرى يمكن التركيز عليها غير هذه .. و بالتأكيد يتعلم الأطفال تقمص هذه الأدوار و تطبيقها على الواقع!

5. نظرة المجتمع للمرأه

 المجتمع هو مجموعة أفراد متشابهين فى السلوك و العادات .. اذاً فماذا ننتظر من مجتمع أغلب أفراده ينظروا للمرأه بهذه النظره! .. لن أتحدث كثيراً فالنتائج الحالية هى أفضل دليل!

نساء، حامل، جمالفالمرأه تمر بحالات خاصة بداية من سن المراهقة و حتى سن النضج الكامل فيما بعد الـخمسين. كـ مرحلة البلوغ .. الحمل و الولادة . . و بالتالى تغير شكلها الخارجى من حين لأخر .. . و للأسف خلال هذه المراحل بدلاً من الدعم .. تتعرض بعض النساء للأذى اللفظى و التلميحات من داخل الأسرة و خارجها .. و التعليقات السخيفة .. و النظرات المحدقة! 

حتى انها ربما تتعرض للأذى الجسدى و التحرش  .. الذى ينتهى بها إلى احتقار نفسها  .. و كأن عيب على الانثى انها انثى!

و سوء المعاملة التى تتعرض لها .. سواء كانت أنسة .. مطلقة .. أرملة .. و الحل لتجنب هذه المشكلات و سوء المعاملة هو "ضل الحيطة" .. الزواج لمجرد أن يغض المجتمع عينه عنها! .. بصرف النظر عن الشخص أو مدى التوافق!!


و الأهل فـ الغالب لا يعطون للفتاة الحق فى الحياة بشكل طبيعى و التصرف بـ حرية فى أقل حقوقها(قص شعرها و صبغه! .. اكمال دراستها فى الداخل أو الخارج .. السفر .. التنزه.. العمل فى مجال ما غير معتاد) و الرد السخيف المعتاد"لما تتجوزى اعملى الى انتى عايزاه" فـ حصروا حريتها و حياتها فـ الزواج .. و ان لم تتزوج يبقى الحال على ما هو عليه؟لهذا يتطلعن الفتيات للزواج لرغبتهن فـ الحرية أكثر من أى شىء آخر.. و للأسف يفاجأن بـ الصدمة المعتاده التى تحدث ان لم تجد الفتاة ما تتوقعه من حُرية!!


إضافة إلى العادات السخيفة التى تتعرض لها فى  سن المراهقة .. و الزواج  .. العادات التى لا تمت للدين أو الأخلاق بأى صلة .. فقط هى من إبداع مجتمع مريض .. يتفنن فى الإهانة! 

ملحوظة: اعتقد أن التعرض للتحرش و الأذى الجسدى مؤشر على وجود خوف من حدوثه .. أو وجود تأنيب و اعتقاد داخلى بالحاجة إلى العقاب.(إقرأى عن قانون الجذب و قانون الإنعكاس)

مدى تأثير هذه النظره عامة على شعور المرأه بالتقدير الذاتى:

المرأه تكون طفلة فى البداية .. فهى إنسان..  تتأثر بالبيئة المحيطة و تنسجم معها. حاول أن تتخيل معى .. إنسان يتعامل بهذه الطريقة السابق ذكرها! .. كيف ستكون النتيجة؟
بالتأكيد شعورها بالدونية .. و بالإحتقار ! .. فهى تشعر بالعقاب و الإهانة فقط لأنها انثى .. و تتعرض يومياً لمواقف تفقدها حماسة الإستمرار بالحياة! 


و كلما شعرت بالدونية .. تترجم هذا الشعور إلى سلوك سلبى تجاه نفسها(تعتقد أنها ليست جيدة كفاية لتستحق الراحة و السعادة) .. و بالتالى ينعكس ذلك على شعور الآخرين بها و معاملتها بإحتقار.

 و الأخطر من ذلك هو ضعف المناعة لديها الذى نتج عن فقدان التقدير الذاتى .. مما ترتب عليه إصابتها ببعض الأمراض العضوية خاصة فى أعضائها الانثوية و الثدى.

فهم سلبوا منها بعض الحقوق و فرضو عليها مسؤليات ليست من شأنها ! .. و هى ظلت سجينة هذه المعتقدات .. و استسهلت دور الضحية المسكينة .. و أحياناً الطاغية المنتقم!(وجهان لعملة واحدة .. و دليل على الضغف و الحاجة للحب) فأصبحت المرأه كائن غريب لا نألفه.  تختلق الدراما .. و تفتعل المشكلات .. تنشىء بيئة من الصراع لتتناسب مع إضطرابها الداخلى!

فالبعض منهن يلجأن للمقاومة و التحول إلى كائن شرس .. عنيف .. خائف من الداخل .. فهى خائفة من كونها انثى فى مجتمع لا يتقبلها.


 و البعض الأخر يتحول لأرنب صغير يختبىء من كل شىء .. جبان لا يقوى على أى شىء .. و لا حتى حماية نفسه إلا بالإختباء. 


أصبحت ترى نفسها من خلال نظرة الجميع لها..  فالبيئة المحيطة تقرر إذا كانت سيئة أم جيدة .. جميلة أو العكس .. تركت نفسها لأراء الآخرين عنها.. و أصبحت سجينة معتقداتهم!


علاقة فقدان الشعور بالتقدير الذاتى بالمرض

 من الكوارث الناتجة من الشعور بالتدنى لدى الانثى لأنها انثى .. هو كرهها لأعضائها و ملامحها الانثوية .. مما يترتب عليه معاناتها من مرض ما فى هذه الأعضاء .. بداية من الوساوس و الاضطراب النفسى و حتى المرض العضوى!

و السبب.. أن العقل الباطن (اللاشعور) .. لا يتعامل بوعى مع اللغة المعتادة التى نحدث بها أنفسنا .. فحديث النفس و القناعات التى نكررها على مدار اليوم و نتبناها هى بمثابة توكيد يومى لفكرة ما .. تتحول لإعتقاد راسخ مع الوقت.

مثلاً : فتاة تعرضت لتحرش أو حادث ما .. أو موقف ما .. فتعرضت لتأنيب و شعور بالعار و الدونية .. ثبوت هذا المعتقد يجعلها تحتقر إنها انثى .. فلو كانت رجل لما حدث لها ذلك (اعتقاد ما لديها!).

العقل الباطن لن يفهم انها فقط تشعر بالسوء .. أو انها تتعجب! .. بل سيتصرف بالشكل المناسب له و يقوم بوظيفته .. و لانه يتصرف فور صدور الاوامر(لان كره الذات بالنسبة له أمر وجب تنفيذه) ربما يعبر الجسد عن هذا الشعور من خلال مرض ما أو ألام بدون سبب فى أعضائها الانثوية أو الثدى.
و ربما يتطور الأمر لمشاكل فى الإنجاب .. و مشاكل فى دورها كأنثى عامة .. فهى تحتقر الانثى .. فكيف تقوم بدور تحتقره فى داخلها؟ كيف ستتقبل ذلك؟بالطبع ستعتبر كل ما يتعلق بدورها كأنثى إنه إهانة! 

و حسب شدة التأنيب أو الشعور بالدونية تتطور الحالة .. التى ربما تصل إلى درجة خطيرة تؤدى إلى الموت(عدم رغبتها فى تقبل الأمر .. و بالتالى عدم استمرار الحياة يتسبب فى ضعف المناعة لديها و إصابتها بأمراض خطيرة) و ربما يظهر لها بعض التغيرات الجسمانية الدخيلة على تكوين المرأه و الأقرب لتكوين الرجل! 

و أحياناً تبدأ بعض الوساوس و الأوهام بالظهور .. بالإضافة إلى المعاناة النفسية و عدم تقبلها انها انثى(يمكنك مراجعة مواضيع سابقة توضح الفكرة 6)

بالإضافة إلى بعض التصرفات.. التى تقوم بها المرأه التى لديها شعور بالعار انها انثى و ذلك محاولة منها مقاومة فكرة انها ضعيفة أو سهل التحكم بها و عدم تقبلها لفكرة مقاومتها للبرمجة أو حتى الاعتراف بمحاولتها لتقليد الرجل و تقمص دوره و التخلى عن دورها كأنثى.

لا أفهم فى الطب و لكنى أعتقد أن الهرمونات الأنثوية تتغير طبيعتها لدى المرأه فى هذه الحالة .. لتتناسب مع الأفكار و الأوامر(كما أوضحنا فى السابق) ربما يحتار الأطباء فى تشخيص الحالة .. و السبب نفسى أولاً و أخراً!

مسرحية-تخاريف-إمرأهالأمر أشبه بمسرحية"تخاريف" حين طلبت "سونيا" من العفريت أن تكون امرأه قوية كالرجل .. تملك الشجاعة و القدرة على السيطرة و أن تتمتع بحقوق الرجل .. ففهم بطريقته ..  و ليس بالطريقة التى تعنيها .. و النتيجة أنها أصبحت نصف إمراه .. و نصف رجل!  بل و أنها تركت زوجها و انجذبت لرجل أخر .. شعرت انه ضعيف و جميل كالنساء .. يمكنها التحكم فيه و التلاعب به. هكذا الحال فى الواقع فالعفريت هو (العقل الباطن) ! .. فإحذرى.

و كذلك فيلم(تيتانيك) حين شعرت "روز" بالضيق لأن من حولها يفرض عليها سلوكيات محددة..  وصل بها الأمر ان تحاول الإنتحار ..  أرادت أن تشعر بالقوة مثل الرجال.. أرادت أن تبصق مثلهم .. و تتحدث مثلهم ..  تدخن و تلعب ..  تشرب الحكول .. سئمت كونها خاضعة طوال الوقت.. مؤدبة .. متحكم بها .. لا تملك مصيرها حتى فى أقل حقوقها .. مقيدة .. أرادت أن تتحرر .. حتى و إن كلفها الأمر أن تمشى فى طريق لا تعرفه نحو المجهول!


المرض ليس قضاء و قدر كما نعتقد .. بل هو نتيجة أفكارك و معتقداتك أنتى عن نفسك .. و عن الصحة .. المرض هو رسالة لكِ من جسدك .. المرض هو مؤشر لشكوى جسدك منكِ .. فالمرض العضوى لُغة .. فى داخلها رسالة ما .. اذا فهمتها اختفى العرض .. و اذا لم تفهمها ستستمر المعاناة إلى أن تتفاقم لو لم تستوعبها
فلا حل أفضل من الإنسجام بين الأفكار و المعتقدات و الواقع .. حب النفس و حب الجسد .. الأمانة التى وهبنا الله عز و جل (يمكنك مراجعة كتيب "فك شفرة العرض و المرض" لــ صلاح الراشد) 

باختصار . ..  

المشكلة:

 برمجة سلبية(هى أن تتخذ موقف أو قناعة عن شىء ما.. دون تجربة .. مثال: أن تكره السمك و لا تطيق طعمه .. دون أن تتذوقه !) و قناعات راسخة لدى المرأه على انها كائن نصف انسان .. أدى إلى شعورها بالدونية و الاحتقار و افتقاد التقدير الذاتى.. فالمرأه لم تتحرر بعد .. فهى سجينة إعتقاد الآخرين عنها!

الحل: 

قبل اقتراح الحلول عليكى أن تدركى بعض الأمور غاية الأهمية.


الإعتراف: هناك عدة حلول  .. و لكنها بلا جدوى اذا لم تعترفى بوجود المشكلة .. فإذا لم يكن هناك مشكلة .. فكيف ستسعى لحل أمر غير موجود أصلاً؟ فلا تضيعى وقتك و اعترفى بالمشكلة .. فالحر يتحمل مسؤلية نفسه و أفكاره و لا يسمح لأحدهم أن يؤثر فيه سلباً صحيح؟  (يمكنك الاستعانة بهذا الموضوع للتأكد من شعورك تجاه نفسك 7).


 التقبل:تقبلى وجود المشكلة .. و تقبلى كونك لا تريدن الإعتراف بها إذا كنتى تقاومى حقيقة وجودها .. ثم استوعبى بهدوء وجودها لنبدأ السعى فى الحل.


التطبيق: لا نتائج دون تطبيق .. لن تحصلى على تغيير ما لم تنوى و تأخدى خطوات نحوه .. فالمعرفة وحدها دون تطبيق لا فائدة منها !


النتائج غير مضمونة: لا يوجد نتيجة مضمونة .. فالنتائج تعتمد عليكى انتى .. على مدى تطبيقك .. مدى رغبتك فى التغيير .. إلتزامك .. صبرك .. تقبلك لنفسك و لمرحلتك من الوعى .. فكيف أضمن لكى شيئاً يعتمد عليكى انتى؟؟


الصبر:لن تتغير الامور فى أى لحظة .. بل فى لحظة من الوعى .. لحظة الصدق و الإيمان انكِ الأن لستِ فى حاجة إلى المعاناة .. لستِ فى حاجة إلى تكرار الرسائل من جسدك لانك الأن تفهميه جيداً.. لا تتعجلى النتائج .. و لا تتوقعى شىء منها.


التسليم: سلمى أمرك لله .. استعينى بالله و توكلى عليه .. لا تقاومى المشكلة .. بل استسلمى لوجودها .. لانها موجوده بالفعل .. اذا قاومتى وجودها فسيزيد الأمر سوء .. المقاومة بداية المعاناة .. استسلمى و راقبى التغيير.


و الأن لنبدأ فى الحل .. و لكن أولاً عاهدى نفسك على الإلتزام و التطبيق حتى النهاية .. تعودى إنهاء ما بدأتيه.

 بعض الحلول المقترحة( مقسمة إلى عدة طرق) يمكنك تجربتها كلها .. أو 

اختارى الطرق التى تناسبك (اقترح أن تجربيها كلها):

1- تنفسى بعمق.


يمكنك الاستعانة بهذه الطرق( 8، 9)


2- ضع نية واضحة للإنسجام مع الذات.

* جربى التأمل و اقرأى عن السلام الداخلى. (يمكنك الاستعانة بهذا 10)

*جربى التوكيدات اليومية(جملة قصيرة إيجابية محفزة مؤثرة مرتبطة بمشاعر إيجابية كالسرور و الراحة .. تردد على مدار اليوم خاصة وقت الاستيقاظ و قبل النوم )
 مثلاً :( انا أقدر نفسى لانى فتاة .. انا أشعر بالانسجام مع جسدى و روحى و فطرتى . .. أنا سعيدة لانى انثى. . أنا اشعر بالتقدير الذاتى.." أنا محاطة بالأمان".." أنا أعبر عن نفسى بحرية و إبداع بعيداً عن القيود القديمة") و غيرها من الجمل القصيرة المحببة لكِ.
* شاهدى و استمعى لأعمال تدعم المرأه .. اقترح: اغنية البنات البنات.
* ابحثى عن تمرين 21x14 و جربيه.
*يمكنك الاستعانة بهذا التمرين 11

3- فكى البرمجة.

كما أوضحنا من قبل أن البرمجة عبارة عن معتقد راسخ دون تفكير .. دون اختيار .. إجبار النفس على الإيمان بشىء دون تجربة .. أو محاولة للتساؤل! .. لذا فك البرمجة يستدعى إعادة السؤال على نفسك بصدق .. التفكير فى المعتقد .. لماذا .. و كيف ... إلخ. و لكى عدة خيارات لفك البرمجة:


* اسألى نفسك و جاوبى بصدق .. تخلى عن القناع التى ربما ترتديه لتخبرى نفسك أن كل شىء على ما يرام .. لو كل شىء على ما يرام فلما تتوترى الأن أو تشعرى بالحيرة؟ ..لا مفر من المواجهة..  اطمئنى فلن يرى إجاباتك سواكِ.

  1.          - ما هدفك من الزواج؟
  2.          - لو قدر لكِ أن تنجبى طفل واحد .. تتمنى أن يكون ذكر أم انثى؟ و لماذا؟؟
  3.          - لو قدر لكِ الأن و فى هذه اللحظة أن تختارى نوعك من جديد .. قبل أن تأتى إلى الدنيا ماذا تختارين؟ و لماذا؟ 
  4.         - هل تتمنين ان تكونى ذكر بدلاً من انك انثى؟ و لماذا؟
  5.         - هل تشعرين بالفخر انك انثى؟و لماذا؟
  6.       - برأيك ايهما أفضل الذكر أم الانثى أم كلاهما متساوى؟ و لماذا؟
  7.         - هل تتأثرى بأراء الآخرين عنكِ؟ما مدى التأثر؟
  8.          - هل تشعرين بالحرية فى التعبير عن نفسك أمام أى شخص مهما كان؟؟
  9.         - هل لديكِ عرض أو مشكلة ما فى أعضائك الأنثوية؟برأيك ما السبب؟
  10.        - هل تتعرضين بكثرة للمضايقات و التحرش؟ برأيك ما السبب؟
  11.         -هل دور الانثى فى الحياة مقتصر على الانجاب و تربية الابناء؟ماذا لو لم تتزوج أو تنجب؟أو تتقدم فى السن؟
  12.         - هل تشعرين بالحرية و أنتى انثى؟
  13.        - هل تعانى من مرض مزمن أو عرض ما فى أعضائك الانثوية؟ برأيك ما السبب؟
  14.      - فى الغالب كيف يعاملك الجميع؟ بحب؟ بقسوه؟
  15.        - هل تشعرين بعدم الاهتمام من الجميع؟ و لماذا؟ برأيك ما الحل؟
  16.        - هل تعتقدى أن الانثى لها دور هام فى الحياة؟ و ما هو؟
**اعيدى الاسئلة مع تطبيق الحلول .. كل فتره .. ثم قارنى إجابتك ببعضها .. لاحظى تطور الوعى.

* اطلبى من نفسك السماح .. تحدثى مع ألمك .. حاوريه .. رحبى به .. فهو من أخبرك بوجود المشكلة .. أعطيه لون و شكل .. اكتشفى وجوده فى أى مكان جسدك .. تعاونى معه على إيجاد الحل .. فلن تجدى أفضل منه ليخبرك (اعملى على جعل الحديث إيجابى نحو الحل فلا مجال للتأنيب)


*تقبلى نفسك كأنثى .. فوجودك يعنى الحياة .. بل أنتِ الحياة نفسها .. لو لم تفعلى من سيفعل؟

* الإيمان أن لكل منا نقطة ضعف .. حتى الرجل له نقطة ضعف .. يمكن لأى انسان أن يتأذى ليس لأنه ذكر أم انثى .. بل لأنه استشعر استحقاقه للعقاب و الألم .. و لا تتعجبى من أن  المنحنى يُضرب على ظهره!  فقط لانه سمح للأخر أن يؤذيه .. فالجهل يفعل أكثر من ذلك .. لم يخلقكِ الله لكى تتعذبى .. بل أنتِ من تعذبين نفسك لانك سمحتى لأحدهم أن يغرس سهام الكره و الإحتقار فى نفسك.

* احضرى ورقة و قلم .. اكتشفى قناعاتك عن نفسك .. و ابحثى عن البرمجة السلبية بداخلك .. من خلال تمرين بسيط .. و هو أن تجلسى فى مكان محبب لكِ .. و تفكرى فى نفسك .. بتكرار كلمة انا .. انا انا انا . . . لعشر مرات أو اكثر .. ثم تكتبى الكلمات التى خطرت على بالك بسرعة .. انا كذا .. انا كذا .. اكتبى ما يزيد عن 10 كلمات .. اكتبى كل ما يخطر ببالك .. و مره تلو الآخرى ستعرفى أسباب البرمجة و تكتشفى القناعات.. حتى ان شعرتى رغبتك فى كتابة (أنا قبيحة) اكتبيها .. عبرى عن نفسك .. و صححى الخطأ.

4- ابحثى عن رسالتك فى الحياة

*دورك التى خُلقتى من أجله (انصح بقراءة كتاب"كيف تخطط لحياتك" لــ صلاح الراشد .. و يمكنك مشاهدة 12)..  أوجدى أهداف و انوى تحقيقها نظمى وقتك و قومى بعمل أشياء مفيدة و محببة لكِ .. فالشعور بالفراغ يولد الافكار السلبية و الوساوس أحياناً.


ملحوظة:   

لا تتزوجى إلا إذا شعرتى بالتقدير الذاتى كونك انثى .. . لان الزواج مشاركة .. فهل يسعدك أن يشاركك أحدهم شعورك بالتدنى و الإحتقار؟

 بالتأكيد لا .. فأنتى تستحقى السعادة.. تستحقى أن يشاركك زوجك السعادة و الحب .. تذكرى أنك تجذبين شبيهك .. صحيح؟ (ابحثى عن قانون الجذب و ستجدين مصادر جيدة بكافة أشكالها) 
 وفقكِ الله للخير :)))