أيها السادة اخلعوا الأقنعة!



مصطفى-محمود
بالرغم إنها صفحات قليلة، إلا إنها مؤثرة ، و تدل على علم غزير و نظرة عميقة للحياة ، رحم الله كاتب هذه الصفحات ، و جعلها فى ميزان حسناته

        يتكون الكتاب من مجموعة من المقالات غير المترابطة، تبرز فكرة رئيسية ، و هى أن التغيير لا يبدأ إلا من الداخل ، و أن الاصلاح بدايته النفس، و حين تتغير النفس و تؤمن بالاصلاح سنعيش فى سعادة و رخاء و تقدم .

       خصص الكاتب مقالة خاصة لمصر بعنوان "مصر.. المشكلة و الحل" و ينهى حديثه بأن الحل لمشكلاتنا هى الضمير ، و أن يبدأ كلا منا بنفسه ، و يراعى كلا منا ضميره فى مكان عمله ، و بهذا سنعمل كلنا فى طريق واحد و هدف ، فالثورة على النفس هى المفتاح الوحيد و لا مفتاح سواه و لن يغيرنا الله إلى اى حال إلا اذا غيرنا أنفسنا أولاً.

         يحذر الكاتب من أجهزة الاعلام ، خاصة التلفاز ،فى مقالة بعنوان "الدعارة بالكلمات" و يحث على ضرورة فلترة كل ما نسمع و نرى، و ضرورة التدقيق و التحقق من أى خبر قبل تصديقه ، و يعبر عن ذلك بقوله: "أجهزة الاعلام تفرغ عقول الناس و تملأها بما تريد" !

        يحثنا الكاتب على ضرورة تبنى المبادىء الدينية و الاخلاقية فى الدين و العيش بها ، و على ضرورة العمل و النهوض من النوم العميق، و الكف عن الكسل ، و الجلوس أمام التلفاز ، و يؤكد اننا لن نحيا إلا بالعمل و الجد ، و الاستيقاظ مبكراً للزراعة و الصناعة و طلب الرزق

      يحدثنا الكاتب عن وجهات نظره السياسية ،و عن أزمات الدول العربية ، و تركها العلم و إضاعة الاوقات فى الحروب و الكراهية !،  و يؤكد على ضرورة الاتحاد و الاتفاق على كلمة واحدة ، و توحيد صفوف العرب ، فالرؤية من جانب اليمين مثلها مثل الرؤية من جانب اليسار، فالحق واحد و ليس له جانبان، و يذكر رأيه بمشكلة الفهم الخاطىء للحكم الاسلامى و ما هو الحكم الاسلامى، و كيف نطبقه.

        ذكر الكاتب عدة مشكلات من بينها، مشكلة الغذاء ، و مشكلة الفلاحين ،و رغبتهم فى التمدن و تركهم الزراعة و الانتاج، كما تحدث عن مشكلة الاقتصاد ، و مشكلة السينما و المشاهد الفاضحة ، و تحدث عن تشويه السينما صورة الحب، و عبر عن رايه ذاكراً "اننا بذلك نهزم أنفسنا و نحفر قبورنا بأظافرنا" و اننا نوفر على أعدائنا المعركة و نطعن صدورنا طعنة الموت بأيدينا ! ، و يعط حلاً لهذه المشكلات متمثل فى إصلاح النفس، لان الابتلاء سببه الذنوب، و أن كل ما بنا من أنفسنا ، فإذا صلحت أنفسنا ،صلح حالنا !

     
 و يختم الكاتب بحكمة غاية فى الاهمية و البساطة :

     "نفوسنا هى المعاقل الاولى للثورة و التغيير و ترويضها و قيادتها هى المنطلق لقيادة أى شىء . . و ليست شقشقة الشعارات و طنطنة الهتافات .. فليعكف كل منا على نفسه يروضها و يربيها و يزكيها و يكافحها فذلك هو الجهاد الاكبر الذى يصنع الفرد المسلم .. و من الفرد تنمو العائلة و المجتمع و الامة و التاريخ و لا يأس من طول الطريق .. فإنما أول الغيث قطرة و معظم النار تبدأ من مجرد شرارة و ذلك هو المراد حينما يقول لنا القراءن "
إن اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ".

          أن أغير ما بنفسى ..
         و أن تتغير ما بنفسك ..
         و أن تشرق شمسنا أولاً من داخلنا ..