مواقف تدل على عدم الثقة بالنفس
8:38 ص
هذا
ما قالته ريهام ، و هى برفقة صديقتها سميرة ، حين طلبت منها أن تبدى رأيها فى مظهرها
بالزى الجديد و هى تقوم بتجربته لأول مره ، و ذلك بعد ترددها مرات و مرات فى اختياره
!
- نعم أنتى المخطئة ، لقد رسبت فى الاختبار اليوم ، و أنتى السبب
، لأنك لم تشجعينى على اجتيازه بتفوق و انتى تعلمى ان التشجيع هو السبب الذى يجعلنى
افعل الاشياء ، لم تقفى بجانبى مثلما يفعل كل صديق مخلص مع صديقه ، أنتى اصلا لا تتصلى
بى تقريباً ، أنا دائماً ما أحدثك أولاً ، هل تتذكرى من شهر مضى حين ذهبتى و تركتينى
وحدى ، انتى دائماً لا يهمك أمرى ، و لا تهتمى بى ، أين الصداقة و أين الوفاء ، أنتى
لا تعترفى بخطأك ، لن أسامحك ، لقد تسببتى فى جرح عميق داخلى ، و احتاج فتره ليلتأم
هذا الجرح ، انتى قاسية القلب ، لا تعرفى معنى اللين فى الكلام ، و لا تعرفى معنى الدعم
و التتشجيع ، الا يكفى إننى اتحملك بكل عيوبك ، اتركينى الان وحدى لتلتأم جروحى .
و
هذا ما قالته ريهام لصديقتها سميرة ، بعد خروجها من الاختبار ، و ظلت تلومها ، و توبخها
، على مواقف سابقة ( تعتقد انها صاحبة الحق فيها ) ، و لم تعذرها ، و اتهمتها ، و نقدتها
فى كل الامور ، و جعلت منها الشماعة التى تعلق عليها مشاكلها و متاعبها
.
- لا أدرى هل أنتقل من الوظيفة الحكومية إلى العمل الحر أم لا ؟!
، أخشى المغامرة ، و قلقة جداا أن أحبط اذا فشلت فى عملى ، أعلم أن نسبة النجاح كبيرة
و لكنى أخاف ، القلق و التفكير سيقتلنى ، و ربما لا أشعر بالأرتياح مع الاشخاص الجدد
، أخاف بشده و كذلك الظروف لا تناسبنى الان ، حسناً سأرفضها و أبقى كما أنا على الاقل
سأضمن أننى لن أخسر و يسخر منى الاخرون ، بالرغم أن العمل الحر سيربح أضعاف عملى و
لكن هكذا أفضل .
و
هذا ما قالته حين عرض عليها مشروع ممتاز ، و كل شىء متوفر ، و دراسة الجدوى معدة و
جاهزه و تدل على أن النتائج ستكون مبشره جدا ، و لكن فقط يحتاج الموقف إلى شجاعة و
حب مغامرة ، ففضلت أن تبقى كما هى حتى لا تغامر !!
- لماذا قال لها هذه الكلمات الجميلة ، التى تشعرها بجمالها ، و لم
يقولها لى أنا ؟ ، هل هى أجمل منى ؟؟ لهذه الدرجة أنا قبيحة !
و
هذا ما قالته ريهام فى نفسها ، حين قام أحدهم بمغازلة صديقتها سميرة ، و هم فى طريقهم
للتسوق .
- لماذا يضحكون هكذا ؟ هل يتحدثون عنى ؟ يا ترى ! ماذا يقولوا عنى
الان ؟ هل أشاركهم الحديث أم أتجاهل هذا الهراء ؟؟ يا ويلتى هل أنا سيئة لهذا الحد
الذى يجعلهم يسخرون منى هكذا ؟ كنت أعلم من البداية أن سميره تنافقنى و تكرهنى ، أدركت
الان انها لا تصلح صديقة لى ! ، من البداية و أنا لا أشعر بالأرتياح تجاهها ، لن اسامحها
و سأرد لها الصاع صاعين ، بالرغم إننى حزينة و جرحت من داخلى بشدة ، فأنا كائن رقيق
، أحتاج فترة كبيرة حتى تلتأم جراحى
.
و
هذا ما قالته ريهام فى نفسها حين رأت صديقتها سميرة تتحدث مع زميلة قديمة لم تراها
منذ زمن ، و وقفت تتحدث، و تضحك معها ، و كانت ريهام تشاهد الحلى فى الجانب الاخر من
المتجر و هى تنظر لهما فى تعجب !
- لا تصورينى ، ابتعدى عنى ، مظهرى سىء و يزعجنى ، لا أحب التصوير .
و
هذا ما قالته ريهام عند قيام صديقتها بمحاولة
لتصوريها ، فهى حتى لم تنتظر رؤية الصورة ، فإذا لم ترقى بإعجابها تحذفها ،
و لكنها دائماً لا تحب التصوير !
- أخاف الوحدة ، أنا وحيده ، لا أشعر بالامان وحدى ، أى صوت بالخارج
يقلقنى و يشعرنى بالخوف ، و أعرف أن لا أحد يهتم بى ، حتى أن كان برفقتى أحدهم أتعلق
جدا به ، و لا أستطيع الحياة بدونه ، مع انى أعلم انه سيتركنى حتماً ،و بعدها أدخل
فى فترة أحزن فيها و يعود لى الشعور بالوحده مره أخرى ، و هذا الشعور يدخلنى فى فترة
تفكير مستمر ، تؤثر على حياتى بالكامل و لا أستطيع التركيز فى أى شىء بل اننى لا اريد
فعل أى شىء بعد ذلك .
و
هذا ما تردده ريهام دائماً فى نفسها و تركز عليه ، فهى ترى الحياه من هذا المنظور!،
بالرغم من أهتمام الاخرين بها و لكنها لا ترى إلا الاخرين غير المهتمين
.
- أنا حقاً مترددة و قلقة ، لا أنام ، التفكير يسيطر على كل عقلى
، أنا مشوشة التفكير الان ، لا أعلم أرفض أم أقبل ؟ بالتأكيد سأجبر على القبول ، أعلم
انهم سيجبرونى على ذلك ! ، حسناً سأدعهم يختاروا لى ، حتى لا أتورط فيما بعد ، و أتحمل
مسؤلية أختيارى ، و أستطيع أخبارهم حين يحدث أى شىء "أنتم السبب".
و
هذا ما قالته ريهام حين تقدم لخطبتها أحدهم ، بالرغم أن والدها أخبرها بأن الاختيار
لها و لكن ردها كان دائماً لا أعلم أنا متردده ! " اختاروا انتوا لى "، و
لكنها تفضل عيش دور الضحية المجبرة ليرتاح ضميرها أنها ليست السبب
!
- لن أرتدى هذا الفستان بعد الان ، لا أريده ، لا يحبنى أحد ، و لا
أحد يهتم بى ، أنا أبدو قبيحة فى كل ملابسى ، و مظهرى سىء ، و لا يعجب بى أحد ، انا
وحيده .
هذا
ما قالته ريهام و هى تنظر لنفسها فى المرأة ، بعد أن أبدى أربعة من أفراد اسرتها إعجابهم
بفستانها الجديد ، و فرد واحد فقط من العائلة قال إنه جميل و لكن لونه لا يناسبها
!!
- لا اريد أن أره بعد اليوم ، اريد الموت ، و لكنى أحبه و لا أستطيع
العيش بدونه ، ماذا أفعل ؟ سأتحمله و أصبر و أدع نفسى تأكلنى من الداخل ، فأنا لا أحب
أن يغضب أحدهم منى ، أو اسبب الضيق لأى انسان ، سأبدأ بالمصالحه و أمرى إلى الله و
لكنى سأنفجر فيه غضباً يوماُ ما ، و أنا أصلا ليست لدى القدرة على الرد أو النقد أبداا
أبداا ، فأنا شخصية رقيقة و خجولة جدا، و غالباً اصمت فى اوقات يجب أن اتحدث فيها !!
و
هذا ما قالته ريهام بعد مناقشة حادة دارت بينها و بين خطيبها و نقده فى كل شىء و لومه
على كل كبيره و صغيره ، و افتعالها لمشكلة من لا مشكلة ، لأسباب ليست بأسباب فقط لتعيش
هذا الدور( الضحية التى لا تخطأ ) ! ، و تحظى بأهتمامه و شعوره بالمخطىء فى حقها.
ربما
البعض يفعل هذه المواقف ، و لا يعى ماذا و لماذا يفعل كل ذلك !، انها الثقة ، هى أساس
كل هذه المواقف ، الثقة فى النفس التى تجعل قرارك منك أنت ، و كأنك مستند إلى حائط
صلب ، يمكنك الاعتماد عليه ، فهو كفيل بحمايتك .
الثقة
هى الصورة الذهنية التى يرسمها الانسان فى
مخيلته عن نفسه ، سواء إيجابية أو سلبية ، و هى نتيجة تقدير الانسان لذاته و رؤيته
لها ، ثقتك فى نفسك تنعكس على رؤية الاخرين لك ، فالافضل أن تحسنها و تتقن رسمها فى
مخيلتك ، لتظهر النتيجة فى واقعك .
سنتعرف
فى المقالة القادمة : على صفات الواثق و الغير واثق فى نفسه و تحليل شخصيات الواثقين
و الغير واثقين، و كيفية علاج ذلك بأحدث الطرق التى اكتشفها علماء النفس ، انتظروا
القادم بإذن ا
بارك الله فيكي :D
ردحذف