لماذا لا نقبل النقد أو النصيحة أحياناً؟

رفض-النصيحة-حساسية
كلنا نخطىء، فالخطأ صفة بشرية.. و لا يوجد شىء فى الكون كامل ..فالكمال لله وحده ، و برغم ذلك فالانسان لا يتقبل فكرة عدم الكمال أحياناً ..  فعندما يخطىء أو يصيبه نقص ما ،لا يحب أن يراه أحد او يطلع على نقصه.

 عند توجيه نصيحة او نقد للاخرين قد لا يتقبلها البعض و السبب ان مجرد إعطاء نصيحة او توجيه نقد، يعتبر اعتراف غير مباشر من الاخرين اننا لسنا فى افضل حال، و هذا لا يرضى الأنا العليا بداخلنا حتى لو كانت النصيحة او النقد بحسن نيه  فهذا ما نشعر به غالباً.

و هذا يعتبر بمثابة اعتداء و هجوم على الانا لدينــا فيتسبب فى اختلال عاطفى داخلنا و تشعر ان شخصك غير مرغوب فيه و ان الاخرين يريدون تغييرك، فتبدأ فى الدفاع عن نفسك و تأخذ موضع الدفاع و غالباً ما تكون شديد الحساسية فى هذه اللحظة.

و يزيد هذا الاحتمال حسب طريقة النقد او توجيه النصيحة ، فأحيانا يرمى البعض مننا سهام تجرح الاخرين ، و نتعجب منهم عندما لا يقبلون هذا

و يصعب علينا قبول النقد او النصح امام الاخرين ، فعندما يقدم احدهم لنا النصح على الملأ امام الجميع فهذا يسبب لنا احراج شديد ، و يرغب الشخص فى انقاذ نفسه من هذا الموقف ، و يرى ان الطريق المؤدى للخروج هو عدم القبول.

و ايضاً لا يقبل النقد من اشخاص نعتقد فى داخلنا انهم لا يحبوننا و لا يرغبون فى مصادقتنا ، او يشعرون بغيره او حقد تجاهنا ، او يسقطو مسؤلياتهم و اخطاؤهم علينا.

كما اننا لا نقبل النقد من شخص يفعل ما ينهى عنه و ينصحنا بعدم فعله ، فحينها ندرك انه يرى ما بداخله فينا ، و لا يعترف بخطأه بل و يدقق فى تصرفات الاخرين فقط.

عند توجيه نقد لنا من شخص يرى ان بنا عيب او شىء ما ، و يريد تغيريه فينا وفقاً لرغباته و شخصيته، و الصواب و الخطأ(مبادئه و أراءه) من وجهة نظره فقط ، حينها نشعر انه شخص انانى يريدنا وفقاً لرؤيته فقط ، فهذا يجعلنا لا نتقبل نصيحته ابداً.

وعندما يوجه شخص نصيحة او ملاحظة ربما يتقبلها بعضنا فى المره الاولى و يتفهم انها لمصلحته و يحسن الفهم، و لكن عندما نكثر من توجيه النصح و النقد للاخرين يشعر الاخرين انهم تحت مراقبة مستمرة و يشعروا ان كل افعالهم مراقبة و كم ندقق فى كل تصرفاتهم و لن يتقبلوا اى ملاحظة مهما كانت صغيره فيما بعد.

كما ان الشعور(الناتج عن النقد) بأنه فى موضع اتهام و ان الاخرين يصدروا الاحكام عليه و يفرضوا عليه تقديم مبررات لافعاله التى لا ترضيهم دائماً و يقوموا بتصنيفه، يجعله لا يتقبلها حتى و ان كان كذلك.

البعض لا يحب النقد سواء ايجابى او سلبى و يتفادى حدوثه بإحدى الطريقتين:
الطريقة الاولى :
 يرفض الاعتراف بأخطائه و يستمر فيها ، و ينكرها و لا يريد تغيير نفسه و يدافع بشده عن مواقفه او يهاجم غيره قبل هجومه بهدف التستر على عيوبه و اخطاؤه.

 و الطريقة الاخرى:
 ان يصلح من نفسه و يقلص اخطاؤه قدر المستطاع حتى لا يضع نفسه فى موقف النقد و يتجنب ذلك .

و لكن هل من الممكن ألا ينظر الشخص فى المرأه ابداا او حتى لعدة ايام ؟ المرأه موجوده و تقوم بوظيفتها شئت ام أبيت و تكشف عن سلبياتك و ايجابياتك .

اعترافنا بأننا بشر و نخطىء يحتم علينا الشعور بالمسؤلية اكثر تجاه انفسنا بأن لا نعطى لانفسنا الحق فى ارتكاب الاخطاء او توجيه النقد للاخرين دائماً 
(لا تعطى نفسك مبررات لفعل ذلك، و يحتم علينا ان نتعلم من اخطائنا السابقة و عدم تكرارها و تفادى الوقوع فيها مره اخرى .

لذلك عليك ان تقول رأيك بكل حرية ، و تقدم النصح و الملاحظات و النقد و لكن عليك ادراك ماذا عليك فعله لتصل الرسالة بطريقة صحيحة دون احتمال الفهم الخاطىء ، و تراعى مشاعر الاخرين  حتى يتقبلوا رأيك.