هل هناك حل أفضل من الحروب و النزاعات؟
8:00 ص
معاً ننشىء سياسة منهجية نستغنى بها عن سياسات العنف و الغضب. هذه السياسة
المنهجية لن تأتى بالخوف الذى تنشئه الحروب ،بل العكس،و ذلك من خلال تطبيق
استراتيجية سامية يتخذها الناس منهاج
حياة لنجعل العلم مكاناً أفضل للعيش.
و ذلك من خلال عزم
الافراد و الجماعات و المجتمعات على مراعاة حرمة الحياة البشرية و تقديسها،و ندعو للمحافظة على الإنسان و الانسانية بالسلام لا بالحروب.
لا أن
تنتظر مخلص يخرج يوماً ما لينقذنا من هذه المأساة، و لا ننتطر الخلاص من حكومة لا
تفعل سوى سن القوانين ،ولا ننتظر ثورة تُصلح بها أخطاء هذا العالم الوحشى ،و لا
نشن الحملات العنيفة للتغلب على الشرور من حولنا. فكل الناس، أفراد و جماعات،
لديهم استجابة كبيرة لتحقيق السعادة و الرخاء من خلال منهج الحياة الذى يسلكونه.
و عندما يصير هذا
الهدف أولوية قائمة لدى كل فرد، يمكنه حينئذ خوض المهمة الشاقة من إعادة الاستقرار
النفسى إلى الناس جميعاً و إعادة العدالة و النزاهة إلى الحكومات، إضافة إلى إقامة
برامج بناءة تمكننا من تغيير السلبيات الموجودة فى كل مكان.
فمن يكره شن الحروب
يتحمل مسؤلية الحرب تماماً مثل الأطراف المتحاربة.كما ان عدو الجريمة هو نفسه جزء
من الجريمة. و من يكره مرض السرطان يجعل السرطان عدواً و بذلك يصير جزءً من
المشكلة ! ، فحينما تستعمل العنف لحل المشكلة ،لم يكن هناك رد فعل سوى مزيد من
العنف المضاد.
و هذا هو السبب
الأول وراء الحروب المستمرة التى لوثت البشرية ،و التى لن تنتهى أبداً. إنها
معادلة محسوبة ، عنف فعنف مضاد فمزيد من العنف فحروب متواصلة على مر الأجيال،فالحروب و النزاعات تدمير للبشرية و خسارة للجميع.
حتى على مستوى
الأفراد فالانطواء على الكراهية يؤدى إلى الشعور بالإنتقام ، و مزيد من أفكار البغض
و الكراهية، و المشكلة الحقيقية تكمن فى أن هذه الأفكار تتحول إلى منهج دائم فى
الحياة. و بالطبع ستتحول هذه الأفكار إلى حقيقة على أرض الواقع .
فكل ما تحاول
مقاومته و التخلص منه يتحقق المزيد و المزيد منه ،لان المقاومة هى نوعاً من
التركيز ، و كأنك تركز على هدف ما حتى يتحقق ، فأنت تكرث تركيزك و طاقتك فى الطريق
الخطأ!
و بتجمع مجموعة من محاربى الكرهية ، أمام مجموعة من تبنى الكراهية داخل
صدروهم تنشىء الحروب و ندخل فى دائرة الانتقام، فالحل فى تغيير أفكار و معتقدات كل
فرد منا للحب و السلام ، و لتتحول المعتقدات إلى سلوكيات على أرض الواقع!، و بغير ذلك لن ننعم بالسلام و سنخسر أنفسنا و تتوارث الاجيال القادمة مزيداً من الكراهية !
د. واين داير
(مقتبس بتصرف)
من كتاب
"المبادىء التسعة لحياة متوازنة"
0 التعليقات: