ماذا لو كان الجميع مثلك تماماً ؟



من اخطر الاساليب التى قد يتبعها البعض فى حياته دون أن يشعر، معاملة الاخرين على انهم مثله تماماً.فتراه يعتقد فى نفسه ان الجميع مثله ، يفكرون مثله، و يحبون ما يحب ،و يكرهون ما يكره، و هذا خطأ فادح ،يقع فيه الكثير، و غالباً ما يؤدى إلى الاحراج ،و احياناً يعتقد الاخرين انه يتعمد عدم مراعاة شعور من حوله ! ، لانه يتوقع انهم مثله تماماً ، تصرفاتهم مثله و ردود أفعالهم و طريقتهم فى كل شىء ، و انهم يريدون نفس الشىء و ربما يعتقد انهم سيفعلون نفس الطريقة للحصول عليه، و هذا يرجع لعدم ادراك الاختلاف بيننا، و هذا ليس عيباً فينا ، بل انه أمر طبيعى أن نكون مختلفين فما المشكلة فى ذلك!
يجب أن نتقبل الاختلاف ، لان ما يكون سهلا بالنسبة لك أنت، قد يكون صعب جدا بالنسبة لغيرك ، و ما تحبه بشده قد يكون لا شىء بالنسبة لغيرك ! ، و ما تمدحه قد  يزمه غيرك ، فعندما يختار أحدهم شىء ما سيختاره بقلبه ،و يراه بعينه هو ،و لن يستعيرهم منك!

الحقيقة اننا محتلفون ، لان كل انسان مميز و مختلف عن غيره من البشر ، و صدقنى لن تجد اثنان متشابهون 100 % !! ، فالله عز و جل له حكمه فى ذلك.

على سبيل المثال، اذا سمع جملة معينه من احدهم و هذه الجملة تعنى له شيئاً ما ،فسرعان ما يعتقد انه يقصد بها هذا الشىء و يبدأ فى تحليل الجملة بما يراه هو ،و بما يتناسب مع تفكيره هو و ليس تفكير من قالها!

و حين يعتقد الانسان ان الاخرين يتصرفون مثله فى المواقف ،و يهتموا بما يهتم به، فتراه يتحدث دائماً عن اهتماماته ،لانه يعتقد انهم مثله ،و يتصرف مع الاخرين وفقاً لميوله وارائه دون أى حساب لأراء من حوله.

و دائماً يرى الصواب و الخطأ من وجهة نظره فقط ،و بما ان الجميع لابد و من الطبيعى ان يكونوا مثله تماماً فبالتأكيد من يخالفه الرأى يصبح كائناً فضائياً لا علاقة له بالواقع!!

و اذا تصرف أمامه شخص بطريقة ما أو حدث موقف معين هو يفعله حين يرغب فى الهروب ،فسرعان ما يفكر و يظن ان الاخر كذلك فعله ليهرب،فهل عقلك و تفكيرك مثله؟

أنت يا صاحب هذا التفكير ،يجب أن تدرك هذا الامر و تتصرف بذكاء و تستمع إلى الاخرين فحرية الرأى ليست مقتصره عليك، حتى لا تكتشف فى النهاية انك لا ترى إلا نفسك.

فليس الجميع يتبنى أفكارك و يؤمن بأرائك، أعطى الاخرين حرية التعبير و تقبلهم دون أى تغيير ، الاختلاف شىء طبيعى بين البشر.

ليس معنى ان الاخرين ليسوا مثلك، انهم حمقى أو أغبياء أو يتصرفون بشكل غريب،حتى و أن كانت هناك اموراً غريبة بالنسبة لك، فعليك تقبل من حولك كما هم و لا تخبرهم بذلك ، و تذكر ان معنى انك تتقبل الاخرين كما هم انك تتقبل نفسك كما أنت.
ما رأيك أن تتجنب الحديث فى نقط الاختلاف بكثرة بينك و بين الاخرين، هذا يساعدك على نشىء علاقة ود و احترام متبادلة.

 و تذكر دائماً ما يحبه أو يكرهه الاخرين و لا تتحدث بشأنه بشكل ربما يزعجهم و إن اردت قول رأيك فلك الحق فى ذلك و لكن عليك أولاً أن تعرف كيف تقوله بأدب و احترام.