هل يتحقق النجاح بإفساد عمل الاخرين؟


الحقد-النجاح البعض يرى الحياة منافسة  ، تحدى و صراع على البقاء فى مكانة عليا ! ، البقاء فى العمل ،أو البقاء فى قلوب الاخرين ،أو البقاء فى أى شىء أخر ،المهم هو اثبات شىء ما لنفسه !!

و السبب انه  يرى نفسه لا شىء ،و يقلل منها ،فيرى الاخر أفضل منه ،و يعتقد ذلك  فى العمق بشدة، فيحاول أن يثبت عكس ما يراه ، فيكن للاخر نوايا سيئة، و تولد عنده رغبة فى تحطيمه،و التقليل من شأنه، فقط لانه يشعر بالضيق و الانزعاج انه أفضل منه ،و الحقيقه ان ذلك نتاج النظره الدونية لنفسه ،و الاحتقار الذى يشعر به تجاهها.

فتراه يسلك طريق الشر و يحبط الاخر ، و ينتقده فى كثير من الامور ، و يحاول التقليل من عزيمته ، وإفساد عمله ، و لا يكتفى بذلك بل و يحاول اقناعه بإنه شخص سىء ، و أن ما فعله و ما يفعله لن يأتى بالنفع ، و كل ذلك لانه فى العمق يعتقد انه لا يستطيع فعل ما يفعله الاخر، و بدلا من ان ينوى فعل شىء مفيد ، يضيع وقته و يقارن نفسه بالاخرين، و يحاول افساد أعمالهم و عقولهم، لتتساوى الروؤس فى النهاية و يحاول اقناع نفسه انه الافضل !! 

و الحقيقة انه لا يدرك ان ذلك دليل على الضعف و قلة الحيلة و الكسل ، و دليل على احتقار الذات و عدم الثقة بالنفس ، انه لا يدرك ان محاولة افساد صداقات الاخرين، و كسبهم فى صفه سيشعره بالتأنيب و السوء ، و هذا الاسلوب لن يشعره انه محبوب و مهم و ان هناك الكثير ممن يهتموا لامره كما يعتقد ! ، و كانه فى تحدى لاثبات انه الافضل ! و نسى ان هذا الصراع فى البداية مع نفسه ؟! و تنتهى الحكاية بقلب قاسى لا يعرف الصفاء ، ينظر للجميع انهم أفضل منه، و ينظر لنفسه بدونيه  فلا يعرف معنى الحب أو الرضا.

للاسف هذه الافعال تدل على وعى منخفض جدا ، فالانسان الواعى محب لا يدمر الاخرين بل يتمنى لهم مثلما يتمنى لنفسه ، و لكن  الشخص غير الواعى يهرب من الحقيقة، و يخاف من مواجهة نفسه  و يخدعها، ضائع فى الزمن و لا يعلم رسالته ، يقارن نفسه بغيره غالباً ، لا يشعر بالحب و لا يعطيه ، للاسف لا يعرف نفسه ، منشغل بأمور تافهه ليوهم نفسه انه حصل على الاهتمام و الحب !! 

 هذا الشعور تعود أسبابه غالباً لمرحلة الطفولة( ذكريات سيئة من الطفولة ) ، و انه لم يحظى بإهتمام من والديه ، فكبر و امامه هدف مهم و هو الحصول على قدر من الحب و الاهتمام و لكنه سلك الطريق الخاطىء، حتى انه ربما نسى كل شىء عدا ذلك.

 اذا تأملت قليلا ستكتشف ان ذلك نتاج كِبر و عقدة الفوقية ،التى تتطلب الا يكون هناك شخص أفضل منك ،و ان تكون أعلى من غيرك ! ، اعتقد ان السبب الرئيسى فى ذلك هو الشعور  بالانفصال عن الاخرين ،و ان المصلحة ليست واحدة ،و الطرق مختلفة ، فهو ينظر لنفسه كفرد ليس جزء من المجمتع ،و نسى ان الجميع أخوه فى البشرية ، و اننا جميعا خلقنا لهدف واحد ،و هو إعمار الارض ، فكلا منا له رسالة و مهمه جاء الدنيا من أجلها ،و كلا منا يكمل الاخر . فنجاح الاخرين يصب فى النهاية لصالحك ، و تدمير الاخرين، ينتج عنه خلل فى المجمتع ،و بالضروره خلل فى الكون!

 يذكرنى ذلك بما تفعله بعض الدول باكتشافاتها الجديدة والتى تبقيها سراً ، و دول أخرى تحاول اغتيال علماء دول أخرى .... الخ ،فهى لا تبحث عن تقدم البشرية بل تهتم لامرها فقط ، و نست ان دولتها جزء من كوكب الارض ، و اننا اخوه فى البشرية، فكلنا فى طريق واحد و مصلحة واحدة ،تسعى للتعمير و الاصلاح و ليس التخريب و التدمير ،عليك الا تنظر من فعل ، بل انظر للفائدة التى تعم على الجميع ،و دعك من خدعة التميز.


لا تكن كمن يريد تدمير العالم .. و لا يفكر أين سيعيش بعد ذلك .. هل سيهاجر إلى كوكب أخر ؟ أم سيستأجر غرفة على سطح القمر ! ! .. و هل سيتحمل العيش وحيداً ؟ .. و كيف سيتقبل نفسه و يحبها بعد كل ما فعله !

فى البداية عليك أن تحسم الامر ، و تحدد ما تريد فعله ، و ان تسعى للسلام الداخلى ، فالحب و النجاح لا يأتى بإفساد حياة الاخرين، لان الحب لا يسكن الا القلب النقى ، و الرضا هو بداية خطوات السعادةسامح نفسك ، واسلك الطريق الصحيح ، طريق الحب و الخير ، فالغيره و الحقد لا تجلب الا التعاسه و المرض

خذ عهدا على نفسك أن تتغير من الداخل ، و تنوى الخير لنفسك و للاخرين ،بالتأكيد أنت فى العمق نواياك طيبة ، من منا لا يريد الخير لنفسه ، و لكنك سلكت الطريق الخاطىء ، و كذلك من منا لا يخطىء ؟و لكن "خير الخطَّائين التوّابون "و أنت الان مؤمن بضرورة التغيير لأن تمنى الخير للاخرين يغمرك بسعادة لا توصف ، و يشعرك بالنقاء ، و يجلب لك مثيله من الخير.

تحلى بالتواضع  ،و حب نفسك ، أكرمها و أحسن إليها ،و اعلم أن الافضل دائماً هناك الأفضل منه "وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ"
[يوسف:76].، لا تقارن نفسك بالاخرين ، ليس هناك أفضل و أدنى ، بل هناك انسان بارع فى شىء و أخر بارع فى شىء أخر ،هناك شخص ينجز فى يومه ما ينجزه شخص أخر فى سنه ، هناك شخص لا يملك الا الكلام عما يمكنه فعله و يظل يتحدث و يتحدث دون جدوى أو إفاده !،و أخر ينجز الكثير و الكثير و لا يهتم بالحديث عنه.

 ابحث عن النور بداخلك ، ابحث عن سبب وجودك ، ابحث عن رسالتك فى الحياة ، المهمة التى جئت الدنيا من أجلها ، المهمة التى لا يستطيع مخلوق أخر فعلها مثلك أنت ، لو لم تكن مهماً و لك دور مهم لما جئت إلى الدنيا،  توكل على الله و استعن به فى كل امورك و تحمل المسؤلية ،و بالتأكيد سيرشدك قلبك السليم للطريق الصحيح لتشعر بالانجاز و النجاح بالاضافة إلى الحب و الرضا عن نفسك، وفقك الله للخير :)