أنت حر!

قالت لى زميلة ذات مره " أخاف ان اخذ حريتى كاملة فى الحياة و خاصة فى اتخاذ القرارات ، فلو أخذت الحرية فى اتخاذ قرارتى سأتحمل المسؤلية وحدى على قدر هذه الحرية ، و ان اخطأت الاختيار سيلومنى الاخرين ،و يأنبنى البعض ، فأفضل أن اجبر احياناً ، حتى لا اندم على سوء الاختيار و استطع وقتها اخبراهم " انتوا السبب" !!


يالله !! ما هذا التفكير الذى يجعلك تسلم مصيرك و حياتك لشخص يأخذ قرارات بالنيابة عنك !! ، من المؤسف أن تتألم بقيود من صنعك!
أين أنت من ذلك ؟ اليست هذه الحياه حياتك؟
و مستقبلك يتحدد بناء على هذه الاختيارات؟
أى إسقاط للمسؤلية هذا ؟ لهذه الدرجة تخاف من تحمل مسؤلية حياتك؟

هل يسعدك انك انسان لا تستطيع تتحمل مسؤلية حياتك و اختياراتك؟
و يسعدك انك ترمى المسؤلية على الظروف و البشر و كل من حولك ؟ الا أنت الضحية البريئة ؟ مسكين!!

أولا، بمجرد انك سمحت لشخص التحكم فى حياتك ، و جعلته نائب لك فى كل امورك لا تلوم الا نفسك ، لانك اخترت أن تكون هكذا !!
كان بأمكانك ان تكون أفضل و لكنك اخترت العيش و كأنك ريشة يحركها الريح كما يريد !! ،أنت اعطيت له جهاز التحكم ، فكيف ستلومه انه ضغط على الزر؟

و اخيرا اصبحت شخص بدون هدف أو اراده ، افعل ما تريد، و لكن قل لى ، نفترض انك نوبت احدهم ليختار لك امرا ما (دون تدخل منك كما تعتقد ! ) ، و اكتشفت بعد ذلك ان الاختيار خطأ ، ماذا ستفعل؟
ستأنب الشخص الذى فوضته لهذه المهمه ، صحيح ؟ و بعد ذلك؟
هل سترجع الزمن لتغير الاختيار ؟ أم ستلعب دور الضحية المغلوبة على امرها
و تنتظر من يخرجك من دائرة الحزن و الاكتئاب؟
ام ستنتحر مثلما نرى فى افلام الدراما و المسلسلات بجحة ان الدنيا شر و خيانة و  غيرها من الاتهامات التى لا تنتهى !!
و أنت القلب النقى  البرىء الذى لا تستوعبه الدنيا ، و كأنك بذلك ستذهب الى الجنة!!

الدنيا كلها اختيارات لا مفر منها ، الله عز و جل لم يخلقنا هكذا دون قوانين تحكم الكون ، بل اعطاك القانون و الاسباب و دستور حياتك و كل شىء أنت تحتاجه، و جعل الاختيار لك.

اذا اخترت الصواب ستعيش سعيدا هنيئاً ، احسم الامر و تذكر أن عليك استشارة من حولك و لكن الاختيار لك و رأيهم ما الا نصح لك.

أنت مسؤل عن حياتك بكل ما فيها ، أنت سمعت من هنا و هناك و قررت ، و الصمت فى حد ذاته قرار خطير و ستتحمل عواقبه ، أنت وحدك ستتحملها

انسى ما مضى و تذكر ان حياتك من حقك ، و لن يأخذ منك شيئاً الا اذا سمحت أنت بذلك!!
و مهما فعلت ، فكل ما يحدث حولك هو انعكاس لما بداخلك من معتقدات و مشاعر ، واجه نفسك و صارحها وانوى الوصول لحل لمشكلتك ، و كف عن تقييد نفسك بنفسك ، تخلى عن معتقداتك و افكارك التى تجعلك هكذا!!


أعلم انك الان بدأت ترى اكثر وضوحاً ، و ربما اصبحت ترى كل شىء بوضوح يكفى لترى نفسك على حقيقتها دون تزييف لتتخذ قرار بأن لا اسقاط للمسؤلية بعد الان.

 أنت حر ، نعم لقد خلقت هكذا ، امامك اختيارات و شئت أم ابيت أنت السبب فى ما كان و ما سيكون ، قدر نفسك و أسلها دائماً ماذا تستحق ، الحرية أم القيود الذاتية و الاسقاط ؟؟ اختار، أنت حر!!