تقبل نفسك كما أنت

تقبل-ماضيك-و-حاضرك
أحياناً نتخذ قرارات  و بعد فترة من الزمن نكتشف انها خاطئة ،و ربما متسرعة ! ، فنقع فى فخ التأنيب و الندم ،و عدم الثقة بالنفس، و ربما الخوف من تحمل المسؤلية فيما بعد ، و ننسى اننا الان فى مرحلة من الوعى تختلف عن سابقتها وقت إتخاذ هذه القرارت ، فلو رجعت بالزمن إلى هذه اللحظة لتخذت نفس القرار و فكرت بنفس العقلية !

عندما تفهم رسالة ما ، أو تتخذ قرار ما فى حياتك ، فأنت بالتأكيد فى هذه اللحظة وقت إتخاذ القرار كنت واثق ،و متأكد أن هذا القرار هو المناسب حينها ، و إلا لما كنت إتخذته ! ، فلا حاجة للتأنيب ، لانك اعتقدت وقتها انك فى الطريق الصحيح أو على الاقل المناسب، أليس كذلك؟

تَقبل مرحلتك الحالية من الوعى ( هناك عدة مراحل للوعى بداية من السلبى جدا، حتى المستنير ) ، لا تتعجل الوصول لمرحلة مرتفعة ، عيش لحظتك كما هى ، و تفهم الرسائل التى تصلك من الكون فى كل لحظة أنت تعيشها.

لو تعاملت مع كل شخص ،و كل موقف ،و كل شىء يحدث لك خلال يومك ،على انه مُعلم جاء ليخبرك رسالة توجهك نحو الامام فأنت فى طريقك لأعلى درجات الوعى.

كل ما عليك أن تعيش لحظتك ،و تعمل جاهداً، لتصل للمرحلة التى تريد من الوعى دون تتخطى أى مرحلة تسبقها ، و أن تكن تلميذاً جيداً ،و تتقن تَعلم الدروس و فهمها فهماً جيداً ، و تيقن أن الكون مُعلم ممتاز و إنه لن يبخل عليك بإعادة الرسالة لو لم تفهما من المرة الاولى :) ، و اذا صدقت النيه فى الوصول إلى الوعى ، فحتماً ستصل ، فلا تتعجل الامور :)

 تذكر أن تتعامل مع الاخرين و تقدر مرحلتهم من الوعى ، و تتقبلهم كما هم ، لا تحاول تغييرهم ، أنت لا تستطيع سوى تغيير نفسك ، ربما تؤثر فى الاخرين و لكنك لن تغيرهم، فهم أيضاً يعتقدوا أن ما يفعلوه الان فى هذه اللحظه مناسب ، فلو حاولت تغيير الاخر لما تراه أنت مناسباً ، سيكون الامر أشبه بجعل القطة تنبح !!

كلا منا يفكر وفق مرحلته ، لا يمكنه تعديها إلا بزيادة الوعى ، و ما أجمل تَقبل كلاً منا للاخر، دون لوم أو تأنيب ، و اذا احتاج الامر للنصح فليكن برفق ، لان فى الاصل النيه طيبة و الوسيلة ربما خاطئة ،و لكنه لا يعلم ذلك.

 مثلما تفعل مع نفسك و تقدر مرحلتها قدر مرحلة الاخرين، لان كلا منا يرى الامور من وجهة نظره ، و خبراته ،و ما يعتقد انه مناسب ،و كذلك لا تصدر على نفسك الاحكام أو على الاخرين ، لان الله وحده يعلم النوايا و ما فى القلوب و تأكد أنك اذا اتبعت هذا الاسلوب مع نفسك ستصل إلى السلام الداخلى و الخارجى، و الان ألا تعتقد أن الحل الامثل هو تقبل الامور كما هى ،و فهم رسائل الكون(المُعلم) و التعلم من الاخطاء؟