تعرف على صفات الواثق بنفسه




ذكرنا فى المقالة السابقة بعض المواقف الدالة على عدم الثقة فى النفس ( من الافضل قرأتها أولاً )، كن صاقاً مع نفسك و أعترف لها اذا كنت لا تثق بها ، و هكذا أنت قطعت نصف الطريق للعلاج، و النصف المتبقى يكتمل حين تتبع الخطوات الصحيحة ، لتكون النتيجة ثقة فى النفس ليس لها حدود .


فى البداية نعرف ما هى الثقة فى النفس، ثم نذكر صفات الواثقين فى أنفسم، حيث عرف علماء النفس الثقة بالنفس بأنها، الصورة الذهنية التى يرسمها الانسان عن نفسه سواء سلبية أو إيجابية. فهى نتيجة تقديرك  لنفسك و رؤيتك لها ، التى تنعكس فيما بعد على رؤية الاخرين لك، بأختصار هى رأيك فى نفسك، و بالطبع هذا الرأى يؤثر فيك ليصبح قناعة ليظهر على ملامح وجهك ،و حركاتك ،و تصرفاتك ،و نظرتك للحياه بشكل عام ،و بالطبع علاقتك بالاخرين ، فالثقة بالنفس لها تأثير قوى على تكوين الشخصية.

اكتشف العلماء أن الواثقين بأنفسهم لهم صفات معينة تميزهم، و هذه الصفات تنعكس على تصرفاتهم و هى:

مقبل على الحياة دائماً و متفائل، مبتسم، و يشعر بالسعادة أياً كانت الظروف ، و يستمد ثقته من داخله ، فهو يعرف قدراته و يصدقها ، و مؤمن بإنه اذا أراد تحقيق هدف سيحققه، و بالتأكيد أن السعادة و التفاؤل نتيجة طبيعية لهذا الشعور الجالب للذبذبات العالية و الاحداث السعيده، فهو لا يعرف التشاؤم، يحبط و لكنها فتره قصيره ثم يعود سريعاً إلى حالته الطبيعية.

يشعر بالمسؤلية تجاه حياته و نفسه ، فهو لا يعرف إسقاط المسؤلية أو إتهام الاخرين و تحملهم لأسباب مشكلاته و فشله، يعرف انه الوحيد المسؤل عن حياته، لا يعتقد فى أن الظروف او البشر أو الجن يمكن أن يؤثروا عليه، يخطأ و يعترف بخطئه، و اذا حدثت مشكلة ما يعرف ان غالباً المشكلة بداخله، و يعرف كيف يصلحها.

يشعر بالرضا عن حياته و عن نفسه لا يقارن نفسه بالاخرين و لا يعرف الحسد أو مرض الغيره، لا يأنب نفسه ( انتبه هناك فرق بين التأنيب و الندم ) لعدم رضاه عنها، فهو يعرف ما عليه فعله، يتطلع إلى الافضل و لكن و هو فى رضا عن نفسه ، يرها جيدة و تستحق الافضل، مثل من يحب جسده هكذا و رضى عنه و لكنه يريد تخسيس وزنه قليلا، يريد الافضل و هذا لا يعنى انه سىء، و لكنه حسن و يريد الاحسن.

دائماً مسيطر على أحداث حياته، و يضع النيه قبل العمل ، يعرف ما عليه فعله، و يتعامل مع الاحباط بإيجابية، اذا حدثت مشكلة ما يعرف كيف يتعامل مع نفسه، لا يلجأ إلى التأنيب و لكنه يصلح من نفسه فيتغير ما حوله.

لا يعرف الملل لانه متجدد دائماً، يحب أن يجدد معلوماته و يحدثها ، يجدد أفكاره ، و ينمى خبراته ، يعرف الجديد و يطور نفسه، يقرأ ،و يشاهد ، و يسمع ، لا يقف عند معلومه بل يعرف كل جديد عنها ، و لا يكتفى بالتحديث، بل يحللها، و يراقب نفسه بعد معرفة المعلومة ، هل تغير أم ماذا ؟ ، يحب التطور و المعرفة فى مجالات اهتماماته ، و يحدث تطور فى كل جوانب حياته، و بالتأكيد له أهتمامات ،و أهداف يسعى لها و بالتحديث و التطور يسرع فى تحقيقها.

يعرف فى نفسه أنه شخص يمكن الاعتماد عليه و الاخرين يشعروه بذلك، فهو يرى نفسه مؤهله و قادره على فعل كل شىء.

يساعد الاخرين ،و يطلب المساعدة وقت حاجته لها ، لا يخجل من الاخرين، يبدأ بالترحيب ،و يعرف نفسه للأخرين ، و يتقبل النقد ، و يرد بدبلوماسية، فهو لا يأخذ النقد بشكل شخصى ،و يتقن فن الاستماع و الحديث.

يرى نفسه مختلف و مميز فى داخله، لذلك فهو يتقبل اختلاف الاخرين معه و يتقبل وجهات نظرهم و يعى ان ما يراه هو مناسباً قد لا يراه الاخرين كذلك، لانه يدرك انهم كذلك مميزون و مختلفون عنه.

دوافعه دائماً داخيله و من نفسه، لا ينتظر تشجيع خارجى ممن حوله أو غيرهم ، لا ينتظر من يدفعه للأمام، فدوافعه من داخله،فهو يحصل على الدعم من نفسه ، و بها يستطيع فعل المعجزات ، فإذا كان مقبل على عمل جديد لا يبدئه إلا اذا اقتنع به، و لا يؤثر عليه إحباط أو كلام الاخرين لانه مؤمن بهدفه، و هذا نتيجة الدوافع  الداخلية التى تحركه ،فقراره من نفسه.

لا يرتبط بشكل مبالغ بالاشياء أو الاشخاص، فليس بداخله احتياج ، لان ثقته بنفسه تغنيه عن الاحتياج ، فهو يعلم أن الله خلقه بشكل شىء يحتاجه ، فهو يغمر الاخرين بالحب و يسعد جدا بذلك ، و تكون السعادة أجمل حين يضيف لحياته المزيد من الحب ، يدعم نفسه بنفسه ، و اذا اضاف الاخرين له دعماً و تشجعياً يكون أفضل، و لكنه بدون هذه الاضافة سيحيا و يكمل حياته بسعاده.

يمتلك مبادىء و قيم لا تخضع لرغبات الاخرين و لا تتغير بسهولة ، فهو لا يتخذ قناعة الا اذا اقتنع بها 100 % ، فقراراته من نفسه و تعتمد على هذه المبادىء ، يستشير الاخرين و لكنه لا يفعل الا ما يريده و يقتنع به ، فالرأى النهائى له فقط ، مثلا لو من مبادئه طاعة الله ، فلا يمكن أن يميل لرغبات أصدقائه فى التنزهه وقت الصلاة.

يشعر بالامان مهما تغير مكانه ، فهو يستمد هذا الامان من الله ، ثم من نفسه ، و الله و نفسه معه فى كل مكان ، فمن الصعب أن يهتز أو يشعر بالخوف الشديد أو الرعب لانه يعلم انه فى أمان.

دائماً الواثقين بأنفسهم أشخاص ناجحين فى الحياه ، متطورين ، متجددين ، يحققون أهدافهم ، يفشلوا و يعلموا انه أمر طبيعى و يحاول مره أخرى لان عنده هدف قوى يسعى له .يثق فى الاخرين و هم كذلك يثقوا به ، لان كل شىء يبدأ من الداخل فالثقه التى تبعث من داخله تجعله يثق فى الاخرين و يشعر بالامان تجاهمم.

كما أن من صفاتهم البارزه هى حب من حولهم لهم ، فهم محبون و يحبون من حولهم ، و يتمنوا للأخرين كل خير ، يعيشون فى سلام داخلى ، لا يوجد لديهم صراعات داخليه . محبون للمغامرة و تجريب كل ما هو جديد ، يحبون التغيير و التحديث ، و يفضلوا التحديات ، تراهم مقبلين على كل جديد و به مغامرة.


و الان هل عرفت ما اذا كنت واثق من نفسك أم لا ؟؟ أتمنى أن تكون صادقاً مع نفسك و تحدد جيدا و تعرف من أنت ، لا تحكم على نفسك ، فقط راقبها ، لتطور منها ، اذا كنت من الوائقين فى أنفسم فهنيئاً لك و اذا لم تكن فأنت بطل و تعرف كيف تصل إلى أعلى مستويات الثقة فى نفسك ، أهم شىء أن تدرك و تعى ذلك . فى المقالة القادمة سنتحدث عن صفات الغير واثقين فى أنفسم و تحليل ذلك ، اتمنى لكم الاستفادة القصوى.

مقتبس بتصرف لـــ د. أحمد عمارة