مواقف تدل على عدم الثقة بالنفس


الثقة-فى-النفس- الازرق أجمل أم الاصفر ؟! ، لالا سأجرب الابيض ، لعله أفضل لا أعلم ما يناسبنى أختارى أنتى لى ، فأنا شخصية متردده ، ما رأيك أبدو سيئة المظهر ، أليس كذلك ؟ أعلم أعلم إننى سيئة ، قوليها فى وجهى لا أحب المجاملات ! ، فقد أزداد وزنى كثيراً فى الفترة الماضية ، رجاءً لا تجاملينى ، قولى لى الحقيقة فأنا أعلمها جيداً ! .


هذا ما قالته ريهام ، و هى برفقة صديقتها سميرة ، حين طلبت منها أن تبدى رأيها فى مظهرها بالزى الجديد و هى تقوم بتجربته لأول مره ، و ذلك بعد ترددها مرات و مرات فى اختياره !

- نعم أنتى المخطئة ، لقد رسبت فى الاختبار اليوم ، و أنتى السبب ، لأنك لم تشجعينى على اجتيازه بتفوق و انتى تعلمى ان التشجيع هو السبب الذى يجعلنى افعل الاشياء ، لم تقفى بجانبى مثلما يفعل كل صديق مخلص مع صديقه ، أنتى اصلا لا تتصلى بى تقريباً ، أنا دائماً ما أحدثك أولاً ، هل تتذكرى من شهر مضى حين ذهبتى و تركتينى وحدى ، انتى دائماً لا يهمك أمرى ، و لا تهتمى بى ، أين الصداقة و أين الوفاء ، أنتى لا تعترفى بخطأك ، لن أسامحك ، لقد تسببتى فى جرح عميق داخلى ، و احتاج فتره ليلتأم هذا الجرح ، انتى قاسية القلب ، لا تعرفى معنى اللين فى الكلام ، و لا تعرفى معنى الدعم و التتشجيع ، الا يكفى إننى اتحملك بكل عيوبك ، اتركينى الان وحدى لتلتأم جروحى .

و هذا ما قالته ريهام لصديقتها سميرة ، بعد خروجها من الاختبار ، و ظلت تلومها ، و توبخها ، على مواقف سابقة ( تعتقد انها صاحبة الحق فيها ) ، و لم تعذرها ، و اتهمتها ، و نقدتها فى كل الامور ، و جعلت منها الشماعة التى تعلق عليها مشاكلها و متاعبها .

- لا أدرى هل أنتقل من الوظيفة الحكومية إلى العمل الحر أم لا ؟! ، أخشى المغامرة ، و قلقة جداا أن أحبط اذا فشلت فى عملى ، أعلم أن نسبة النجاح كبيرة و لكنى أخاف ، القلق و التفكير سيقتلنى ، و ربما لا أشعر بالأرتياح مع الاشخاص الجدد ، أخاف بشده و كذلك الظروف لا تناسبنى الان ، حسناً سأرفضها و أبقى كما أنا على الاقل سأضمن أننى لن أخسر و يسخر منى الاخرون ، بالرغم أن العمل الحر سيربح أضعاف عملى و لكن هكذا أفضل .

و هذا ما قالته حين عرض عليها مشروع ممتاز ، و كل شىء متوفر ، و دراسة الجدوى معدة و جاهزه و تدل على أن النتائج ستكون مبشره جدا ، و لكن فقط يحتاج الموقف إلى شجاعة و حب مغامرة ، ففضلت أن تبقى كما هى حتى لا تغامر !!

- لماذا قال لها هذه الكلمات الجميلة ، التى تشعرها بجمالها ، و لم يقولها لى أنا ؟ ، هل هى أجمل منى ؟؟ لهذه الدرجة أنا قبيحة !

و هذا ما قالته ريهام فى نفسها ، حين قام أحدهم بمغازلة صديقتها سميرة ، و هم فى طريقهم للتسوق .

- لماذا يضحكون هكذا ؟ هل يتحدثون عنى ؟ يا ترى ! ماذا يقولوا عنى الان ؟ هل أشاركهم الحديث أم أتجاهل هذا الهراء ؟؟ يا ويلتى هل أنا سيئة لهذا الحد الذى يجعلهم يسخرون منى هكذا ؟ كنت أعلم من البداية أن سميره تنافقنى و تكرهنى ، أدركت الان انها لا تصلح صديقة لى ! ، من البداية و أنا لا أشعر بالأرتياح تجاهها ، لن اسامحها و سأرد لها الصاع صاعين ، بالرغم إننى حزينة و جرحت من داخلى بشدة ، فأنا كائن رقيق ، أحتاج فترة كبيرة حتى تلتأم جراحى .

و هذا ما قالته ريهام فى نفسها حين رأت صديقتها سميرة تتحدث مع زميلة قديمة لم تراها منذ زمن ، و وقفت تتحدث، و تضحك معها ، و كانت ريهام تشاهد الحلى فى الجانب الاخر من المتجر و هى تنظر لهما فى تعجب !

- لا تصورينى ، ابتعدى عنى ، مظهرى سىء و يزعجنى ، لا أحب التصوير .

و هذا ما قالته ريهام عند قيام صديقتها بمحاولة  لتصوريها ، فهى حتى لم تنتظر رؤية الصورة ، فإذا لم ترقى بإعجابها تحذفها ، و لكنها دائماً لا تحب التصوير !

- أخاف الوحدة ، أنا وحيده ، لا أشعر بالامان وحدى ، أى صوت بالخارج يقلقنى و يشعرنى بالخوف ، و أعرف أن لا أحد يهتم بى ، حتى أن كان برفقتى أحدهم أتعلق جدا به ، و لا أستطيع الحياة بدونه ، مع انى أعلم انه سيتركنى حتماً ،و بعدها أدخل فى فترة أحزن فيها و يعود لى الشعور بالوحده مره أخرى ، و هذا الشعور يدخلنى فى فترة تفكير مستمر ، تؤثر على حياتى بالكامل و لا أستطيع التركيز فى أى شىء بل اننى لا اريد فعل أى شىء بعد ذلك .

و هذا ما تردده ريهام دائماً فى نفسها و تركز عليه ، فهى ترى الحياه من هذا المنظور!، بالرغم من أهتمام الاخرين بها و لكنها لا ترى إلا الاخرين غير المهتمين .

- أنا حقاً مترددة و قلقة ، لا أنام ، التفكير يسيطر على كل عقلى ، أنا مشوشة التفكير الان ، لا أعلم أرفض أم أقبل ؟ بالتأكيد سأجبر على القبول ، أعلم انهم سيجبرونى على ذلك ! ، حسناً سأدعهم يختاروا لى ، حتى لا أتورط فيما بعد ، و أتحمل مسؤلية أختيارى ، و أستطيع أخبارهم حين يحدث أى شىء "أنتم السبب".

و هذا ما قالته ريهام حين تقدم لخطبتها أحدهم ، بالرغم أن والدها أخبرها بأن الاختيار لها و لكن ردها كان دائماً لا أعلم أنا متردده ! " اختاروا انتوا لى "، و لكنها تفضل عيش دور الضحية المجبرة ليرتاح ضميرها أنها ليست السبب !

- لن أرتدى هذا الفستان بعد الان ، لا أريده ، لا يحبنى أحد ، و لا أحد يهتم بى ، أنا أبدو قبيحة فى كل ملابسى ، و مظهرى سىء ، و لا يعجب بى أحد ، انا وحيده .

هذا ما قالته ريهام و هى تنظر لنفسها فى المرأة ، بعد أن أبدى أربعة من أفراد اسرتها إعجابهم بفستانها الجديد ، و فرد واحد فقط من العائلة قال إنه جميل و لكن لونه لا يناسبها !!

- لا اريد أن أره بعد اليوم ، اريد الموت ، و لكنى أحبه و لا أستطيع العيش بدونه ، ماذا أفعل ؟ سأتحمله و أصبر و أدع نفسى تأكلنى من الداخل ، فأنا لا أحب أن يغضب أحدهم منى ، أو اسبب الضيق لأى انسان ، سأبدأ بالمصالحه و أمرى إلى الله و لكنى سأنفجر فيه غضباً يوماُ ما ، و أنا أصلا ليست لدى القدرة على الرد أو النقد أبداا أبداا ، فأنا شخصية رقيقة و خجولة جدا، و غالباً اصمت فى اوقات يجب أن اتحدث فيها !!

و هذا ما قالته ريهام بعد مناقشة حادة دارت بينها و بين خطيبها و نقده فى كل شىء و لومه على كل كبيره و صغيره ، و افتعالها لمشكلة من لا مشكلة ، لأسباب ليست بأسباب فقط لتعيش هذا الدور( الضحية التى لا تخطأ ) ! ، و تحظى بأهتمامه و شعوره بالمخطىء فى حقها.

ربما البعض يفعل هذه المواقف ، و لا يعى ماذا و لماذا يفعل كل ذلك !، انها الثقة ، هى أساس كل هذه المواقف ، الثقة فى النفس التى تجعل قرارك منك أنت ، و كأنك مستند إلى حائط صلب ، يمكنك الاعتماد عليه ، فهو كفيل بحمايتك .

الثقة هى الصورة الذهنية التى يرسمها الانسان  فى مخيلته عن نفسه ، سواء إيجابية أو سلبية ، و هى نتيجة تقدير الانسان لذاته و رؤيته لها ، ثقتك فى نفسك تنعكس على رؤية الاخرين لك ، فالافضل أن تحسنها و تتقن رسمها فى مخيلتك ، لتظهر النتيجة فى واقعك .


سنتعرف فى المقالة القادمة : على صفات الواثق و الغير واثق فى نفسه و تحليل شخصيات الواثقين و الغير واثقين، و كيفية علاج ذلك بأحدث الطرق التى اكتشفها علماء النفس ، انتظروا القادم بإذن ا