العلاقة بين الشعور بفقدان الحب و المرض !

الحب-الاهتمام-المرض هل يمكن أن  يمرض الانسان ،حتى يهتم به من حوله فيشعر بالحب و الامان و فجأه يشفى من مرضه؟
 هنا تبدأ توضيح العلاقة بين الشعور فقدان الحب و المرض.

فإذا بطفل شعر ان والدته اصبحت لا تهتم به ، و انه الان خارج قائمة الاولويات عندها، فيشعر بالاهمال و الحزن الشديد، و يتذكر كيف كانت  والدته تهتم به اثناء مرضه و ترعاه و تفعل كل ما فى وسعها من اجل راحته ، فيتمنى لو تعود هذه الايام مره اخرى حتى تهتم به والدته مثل ما فعلت من قبل .

و هنا يأتى دور العقل الباطن ، فمن وظائفه التنفيذ فقط ،هو الان عنده اوامر ان يمرض الطفل ، الان هذا هو هدفه ( ربما لا يعلم الطفل هذا الهدف و لكنه حتماً سينفذ الامر)و يريد تحقيقه حتى يشعر بالاهتمام.

و يمرض الطفل وتبدأ الام فعلا  الاهتمام به و تتوجه له مره اخرى ، فاعطائها الحب و الاهتمام له يشعره بالامان و تبتسم له الحياه مره اخرى .

يكبر الطفل و ينضج ،و هو على وعى كامل بان هذه هى الطريقة الامثل لجذب اهتمام الاخرين . فاذا شعر بالاهمال سرعان ما يمرض، فهو برمج عقله الباطن على ذلك و اصبح بالنسبة له التصرف الطبيعى فى هذا الموقف ، احياناً لا يدرك البعض انه قام ببرمجة عقله على ذلك، و يتعجب انه يمرض كردة فعل فى المواقف المشابهه 

و احياناً يصل الامر إلى امراض خطيره، سببها نفسى و لكن اثرها عضوى و ما أكثر الامراض التى سببها نفسى ، اى انك السبب فيها ماعدا بعض الامراض الوراثية و لكن النسبة الاكبر أنت السبب فيها .

فذكر د. صلاح الراشد فى  كتيب"فك شفرة الأعراض والأمراض" مجموعة كبيرة من الأمراض و الأعراض و يساعدك فى اكتشاف سببها النفسى، و يذكر ان من ضمن اسباب الادمان فقدان الحب.

وان عدم الشعور بالامان والاحتياج للحب يتسبب زيادة الوزن، كما ان السرطان سببه حزن عميق، وغيرها من الامراض تخبرك رسالة ما، ربما يختلف مضمون الرسالة من شخص لأخر و لكن الرسالة الأكيدة فى النهاية هى أن تكف عن أذية نفسك و جسدك لتلفت نظر من تحب إليك !

و يقول د.الراشد ان  الطبيب يستطيع ان يعالج الاعراض الجسدية فقط و لكنه لا يستطيع التعامل مع الاسباب النفسية للامراض.

و الان .. ماذا لو لم تنجح الخطة؟ سيزيد الأمر سوءاً ؟ ربما تفقد الرغبة فى الحياة و تزيد المعاناة دون أن تدرى !
انت من تستطيع التعامل مع نفسك،اسئل نفسك هل الاهتمام عندى اهم من صحتى و نفسيتى؟ هل اهتمام الاخر يعوض نقص ما بداخلى؟ هل اهتم انا بنفسى؟ هل أحب نفسى كفاية لأهتم بها؟ هل سلوكى تجاه نفسى نتيجة لافكارى عنها؟؟

فك شفرة البرمجة .. ربما تحتاج بعض الوقت و لكن لا باس من المحاولة .. اهتم بنفسك و تفهمها جيدا ، لتعرف ما تريده و تسعى لتحقيقه،احسم مواقفك ، و اشعر بالنعم التى انعمها الله عليك و انظر الى ما عندك لا ما ليس عندك، حتى ترضى و تعيش سعيداً.

الخلاصة:

 المرض  رسالة من جسدك .. تخبرك شيئاً ما .. ربما مشاعر سلبية لم يتم حسمها بعد .. كالشعور بالاستياء .. الغضب .. الحزن . . التأنيب ..  الاهمال .. .  إلخ.
يختفى العرض الجسدى .. عند وعيك بالرسالة .. 

الحل:  يعتمد على مدى فهمك للرسالة .. كما ان أهم مرحلة هى أن تحب نفسك .. تطورها .. تتخلص من البرمجة السابقة لعقلك الباطن .. و مع الوقت سيظهر من يحبك و يقدرك .. و حينها لن تشعر فقدان الحب .. بل ستشعر بالحب و السعادة لدرجة انك تريد مشاركتها مع أحدهم.


 فالشعور بالوحدة و فقدان الحب مؤشر للإنفصال عن روحك .. عن نفسك ..  و يدل على عدم تقديرك لنفسك بالشكل الكافى لتشعر بالحب .. لا تبحث عنه فى الخارج لانه بداخلك أنت .. اذا وجدت الحب بداخلك .. فستتجلى النتائج و تتجسد فى شخص يبادلك الحب كما تتمنى.